لقد كان بلاد الشام والعراق منذ زمن طويل مهدًا للحضارات، غنيًا بالتنوع العميق والتراث الثقافي المشترك. ومع ذلك، تواجه المنطقة اليوم تشرذمًا عميقًا، وصراعات طويلة الأمد، ودولًا هشة، وتخلفًا اقتصاديًا. وللمضي قدمًا، لا بد من التحول من السياسات الانفعالية إلى رؤية تعاونية استشرافية.
يُعدّ منتدى الشام والعراق، الذي أُطلق في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024 خلال ملتقی الشرق الأوسط في أربيل، استجابةً لهذه الحاجة في الوقت المناسب. يسعى منتدى الشام والعراق، الذي تشكّل من قِبَل ائتلاف من مراكز الفكر الإقليمية، إلى تعزيز التعاون، وصياغة السياسات، وبناء المرونة الإقليمية من خلال البحث والحوار المشترك.
بصفته شبكة متنامية من مراكز الفكر ومؤسسات السياسات، يربط منتدى الشام والعراق بين صانعي السياسات والباحثين والمجتمع المدني والشركاء الدوليين. ويشجع المنتدى على وضع سياسات قائمة على الأدلة، واستراتيجيات شاملة، والتعاون عبر الحدود.
تتمثل مهمة منتدى الشام والعراق في تمكين المجتمعات، وتعزيز التكامل الإقليمي، وتعزيز التعايش السلمي من خلال تحديد القيم المشتركة ومواجهة التحديات المشتركة. بفضل قيادتها الدورية ومنسقيها الوطنيين، تعمل المؤسسة على مبادئ الاستقلالية والتضامن. ومن خلال منتدياتها السنوية ومنصاتها الرقمية، تُعزز المؤسسة الأثر الجماعي وتُعمّق التعاون الإقليمي.
وعقد المنتدى أول اجتماع له بعد الإطلاق في عمّان في 2 يونيو/حزيران 2025. وشارك قادة مراكز الفكر وخبراء السياسات وعدد من الشركاء الأوروبيين في صياغة هذه المنصة طويلة الأمد، القائمة على المعرفة والتي تهدف إلى مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة. واختتم المنتدى أعماله بالدعوة إلى تفعيل إقليمي قائم على الحوار القائم على الأدلة، والحوكمة الشاملة، وهيكلية جديدة للتعاون بقيادة جهات فاعلة محلية. قُدِّمت مجموعة من التوصيات السياسية إلى الجهات المعنية الوطنية والإقليمية والدولية. وقائع مؤتمر عمّان وتقرير صندوق التنمية المحلية متاحة الآن.
الروابط