Back

الإستفادة من تجربة اليابان: “حرفية العمال المحليين والتکنولجیا کانتا وراء الإنتعاش الإقتصادي بعد الحرب العالمية “

“إن تجربة دولة اليابان التي تعتبر إقتصادها اليوم من الإقتصادات التکنولوجية المتقدمة، تعتبر مثالا ناجحا للإعمار بعد مرحلة الصراعات، حيث يمکن للدول المتأثرة بالأزمات إستخلاص الدروس من هذه التجربة.” هذا ما أکد عليه الدبلوماسي یوکو أوکاموتو المستشار الأقدم للحکومة اليابانية السابقة و زميل في معهد ماساتشوستس للتکنولوجیا (إم آي تي) في ندوة أقيمت في مقر مٶسسة الشرق الأوسط للبحوث تحت عنوان ” تجربة اليابان في اعادة الاعمار بعد الحرب العالمية الثانية”.

بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية کانت اليابان شبه مدمرة حيث تحطمت غالبية نسيجها العمراني کما وأودت الصراع  ،والأمراض والمجاعة بشکل غير مباشر، بحياة الكثيرين. الصراع الحقيقي حينذاك کان يتمثل بکيفية تحويل “المجتمع المحارب” إلی ” مجتمع عامل”. لم تکن اليابان في الحقيقة تمتلك شئ تنتفع به سوی همة مواطنيها والتي کانت تتمثل بالقوة العاملة.  هذه کانت القوة الحقيقية وراء الإعمار الذي حصل في اليابان. فالعاملون کانوا منصفين وذو وعي ومثابرين في تأدية واجباتهم وفي أعادة إعمار بلدهم ومجتمعهم. ‌وهذا بدوره أدی إلی إستعادة الموارد الإنتاجية وتطوير الطاقة الإنتاجية فضلا عن دمج الحرفية التقليدية المحلية بالتکنولوجيا. بالنتيجة، إنتعش إقتصاد دولة اليابان بصورة سريعة بحيث إستضافت اليابان الألعاب الأولمبية بعد مرور عشرين سنة علی الحرب فقط.

IMG_5767 (1024x683)

ولكن ومع ذلك، قال السيد  أوکاموتو إن بعض الجروح لم تلتأم لحد الآن بالرغم من القيام بالعديد من المحاولات. إن دولة اليابان کانت المعتدي بداية ولكنها خسرت وعوقبت. إن الشعب الياباني يتفهم ذلك وإعتذر، وعلی ‌أي حال فإن الشعور بالثأر لازالت باقية، ونحن نتفهم ذلك، في داخل الشعوب التي عانت من قبيل الصين وكوريا. وأضاف الدبلوماسي الياباني أنه في الذکری السنوية السبعين للحرب العالمية الثانية، أطلقت الصين حملة لتشويه سمعة اليابان لما قامت بها في عام ١٩٤٠، وأصر علی أنه يجب التغلب علی التظلمات التي إرتکبت منذ جيل أو جيلين، ومن أجل تحقيق المصالحة الحقيقية، علی المرء أن يضع نفسه في محل الآخرين حتی يتفهم مواقفهم.

IMG_5824 (1024x683)

يجدر بالإشارة إلی أن الجلسة ساهمت في تسليط الضوء علی بعض النقاط في التجربة اليابانية والتي يمکن الإستفادة منها في العراق. فعلا سبيل المثال،أعتبر الأمن وتوحد المجتمعات المختلفة کعاملين أساسين يستوجب توافرهما لوضع الأسس الناجحة لعملية إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع.  وفي هذا السياق إستطرق أوکاموتو قائلا إن وحدة المواطنين ساعدت عملية إعادة الإعمار في اليابان إلی حد بعيد، وبالمثل، فإن هذا ممکن في العراق أيضا.  وذکر أيضا بأن مصدر القوة في العراق لا تكمن في النخبة العليا من الحكومة المركزية، بل أنها تقع في يد المهنيين من المستوى المتوسط مثل رؤساء البلديات، والمعلمين والمحاميين والأطباء وقادة المجتمع وهذه بدورها  تعد الخطوة الرئيسية الأولى لإعادة إعمار البلاد مبينا “إن عملية إعادة الإعمار لا يكون ناجحا دون تمكين الطبقة المتوسطة”.  جدير بالذکر أن الجلسة حضرها عدد من الأكاديميين و الموظفين الحکوميين من بينهم وزير التجارة والصناعة في حكومة إقليم كردستان السيد سامال سردار ، ورئيس المجلس الاقتصادي في حكومة إقليم كردستان السيد عثمان شواني  و باحثين من جامعة صلاح الدين والجامعات الأخری.

اليابان مستعدة أن تستثمر في العراق

من جانب آخر أكد السيد أوکاموتو علی أن دولة اليابان بإمکانها أن تصبح شريکا مهما في عملية إعادة إعمار العراق. کما وأکد أيضا علی أن الشرکات اليابانية يجب أن تأتي إلی العراق وأن تستثمر في هذه الدولة هادفة إلی تحسين المرافق والمنشآت الصناعية بالإضافة إلی توسيع فرص العمل وتعزيز القدرة التنافسية. من جانب آخر صرح السيد کازویا ناشيدا، سفير دولة اليابان في العراق الذي شارك بأرائه  فيما بعد  في مقابلة خاصة أجرتها مٶسسة ميری معه بأن الأمن والإستقرار يعتبران شرطين أساسيين لإنجاز الإستثمار.

وأشار السفير الياباني  إلا أن عملية تعزيز فرص جذب الإستثمار الخارجي إلی العراق وكوردستان تتوقف علی إجراء تغييرات مٶسساتية وإصلاحات هيکلية مثل الإنفتاح بوجه القطاع  والإستثمار الخاصين فضلا عن إجراء إصلاحات حول دور القطاع الخاص.

Comments are closed.