Back

إستخلاص الدروس لتطوير قدرة التکيف للاجئين السوريين

عقدت مؤسسة ميري اجتماع المائدة المستديرة في الحادي عشر من حزيران/ يوليو لمناقشة النتائج الأولية من مشروع ” بناء قدرة التکييف اللاجئين السوريين في المخيمات والمجتمعات المضيفة في إقليم كوردستان العراق” الذي شارف علی النهاية. شارك في هذا الإجتماع کل من أصحاب المصلحة الرئيسيين الذين کان لهم دورا رئيسيا في تأطير المشروع، و شارك أيضا في الإجتماع وکالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحکومية ومسٶولين من حکومة إقليم كوردستان. تم في هذا الإجتماع إرساء الأسس للمرحلة الأخيرة للمشروع، و تم أيضا مناقشة التحضيرات لکتابة تقرير سياساتي يتضمن توصيات للأمم المتحدة وکذلك حکومة الإقليم بإتجاه تحسين فرص کسب المعيشة للاجئين السوريين و المجتمع المضيف. من المتوقع أن تٶخذ هذه التوصيات کأساس لتغيير السياسات المتبعة وللبدء بمشاريع إنمائية.

جدير بالذکر أن هذا المشروع الذي موله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، یهدف إلی تقييم إمکانية تحويل مخيمات اللاجئين والبلدات المحيطة بها في إقليـم كوردستان إلی مجتمعات قابلة للتکييف وغير معتمدة علی مساعدات و مٶن خارجية. و هذا بدوره يقضي أن توضع إستراتيجيات لتمکين قابلية اللاجئين لکسب معيشتهم بأنفسهم وتقليل الإعتماد علی المساعدات الخارجية. هذا المشروع نفذته عدد من باحثي مٶسسة الشرق الأوسط للبحوث، روجر کيو و لهيب هيجل، کما وقام الخبير الدولي في مجال التنمية وتخفيف الفقر الدکتور ناريش سينغ، بتوفير المساعدة الفنية لهذا المشروع.

عرض فريق البحث في هذا الإجتماع نتائج البحث التي تم التوصل إليها في المراحل السابقة والتي شملت (أ) دراسة مصادر سبل العيش للاجئين في المخيمات والمجتمعات المضيفة لهم؛ (ب) إجراء دراسة إستقصائية لفهم مصادر الدخل وسبل العيش لکل من المجتمع المضيف واللاجئين بشکل أفضل؛ (ج) إستخلاص الإستنتاجات من الجلسات النقاشية الجماعية وكذلك المقابلات التي دارت حول مواطن الضعف في المخيمات، وإستراتيجيات التأقلم المتبعة وکذلك الظروف المستقلبية المفضلة للتأقلم. و بعد ذلك، تمحور الجزء الثاني من إجتماع المائدة المستديرة علی مناقشة الخيارات الممكنة في تعزيز قابلية التكيف والإستجابة لأزمة اللاجئين السوريين بشكل يمکن الإستفادة منها کنموذج لمعالجة أزمة النزوح الحالية في العراق.

من المهم الإشارة إلی أن هذا الإجتماع نتج آراء و أفکارا مهمة کالحاجة إلی الدعوة إلى القيام بالتغيير المؤسسي بدلا من التدخلات والحلول قصيرة المدی. کما و نوقش أيضا في اللقاء المسٶوليات المشترکة بين سائر الأطراف. إن عملية بناء قدرة التکيف لاتعني أن تلقی کافة المسٶوليات بصورة تدريجية علی عاتق السلطات المحلية التي ربما لا تملك المقدرة الكافية للقيام بذلك. لذلك ینبغي إدارة مقود الدعم الدولي بإتجاه بناء القدرات لمٶسسات كوردستان. بالإظافة إلی ذلك، تم تسليط الضوء علی القيود التي تحول دون السماح بإندماج المجتمعات النازحة مع المجتمعات الهشة الغير قابلة للتکيف والتأقلم.

ومما لاشك فيه أن کافة المواضيع التي نو‌قشت في الإجتماع ستبلور مقترحات و توصیات التقرير. علاوة علی ذلك، ستغذي هذه المواضيع بلا شك النقاشات حول النزوح القسري الذي بدوره أصبح من المواضيع المهمة التي يبدي لها المجتمع الدولي إهتماما کثيرا والذي يميل بصورة أکثر إلی إنتهاج سبيل الإندماج ، علی عکس حکومة إقليم کوردستان التي یتبين أنها تفظل نقل العوائل النازحة إلی المخيمات وهذا نهج قد يزيد من متلازمة التواکل.

                                                                                                                                                                                                                             (RiSE Foundation)الصورة منقولة من مٶسسة رايز

Comments are closed.