Back

أولويات الطاقة في العراق: النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة

أولويات الطاقة في العراق: النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة

في هذه الحلقة النقاشية، ركز صانعو السياسات وقادة الصناعة على التحديات والفرص التي تواجه العراق في قطاع الطاقة. وقاموا بتحليل العوائق التي تحول دون زيادة إنتاج النفط والغاز وتحقيق استقلال الطاقة في البلاد، وأهمية الموازنة بين مستويات الإنتاج واستقرار الأسعار.

  • أحمد مفتي، نائب وزير الموارد الطبيعية، حكومة إقليم كردستان
  • عبد الله القاضي، المدير التنفيذي لشركة نفط الهلال، العراق
  • فلاح العامري، مستشار رئيس الوزراء العراقي ورئيس سومو السابق
  • زينب ربيع، صحفية، الشرقية (مديرة حوار)

وسلط فلاح العامري الضوء على التناقض بين هدف وزارة النفط المتمثل في زيادة الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل سنويا، والمخاوف بشأن الاستقلال المحتمل عن النفط بحلول عام 2030. ولفت الانتباه إلى تأثير تاريخ العراق الحديث، بما في ذلك الاضطرابات المالية والسياسية على قدرة البلاد على تحقيق أهداف الإنتاج. وشدد الأميري على الحاجة إلى إنتاج الاحتياطي الاستراتيجي لمعالجة حالة عدم اليقين في السوق، مستشهدا بأمثلة من الدول الأخرى المنتجة للنفط مثل المملكة العربية السعودية.

وشدد عبد الله القاضي على أهمية زيادة إنتاج النفط لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن العديد من حقول النفط على مستوى العالم وصلت إلى مستوى النضج مما يستلزم استثمارات جديدة لدعم العرض والطلب. وأشاد القاضي بالعراق باعتباره فرصة واعدة نظرا لاحتياطياته غير المستغلة، مؤكدا الحاجة إلى استثمارات كبيرة تقدر بما لا يقل عن 100 مليار دولار لتطوير الصناعة النفطية في البلاد. وحذر من الزيادات المحتملة في الأسعار، داعياً إلى نطاق سعري متوازن، “بين 75 إلى 95 دولاراً لضمان قدرة المستهلك على تحمل التكاليف واستمرار تطوير الصناعة”.

ورداً على رؤى القاضي، أثارت زينب ربيع مخاوف من التناقض المحتمل بين الدعوة لزيادة الإنتاج واستقرار الأسعار المنشود. وأوضح القاضي أن تذبذب الأسعار يتأثر بعوامل مثل العرض والطلب، والاعتبارات السياسية، والعوامل البيئية. وشدد على التوازن الدقيق المطلوب للحفاظ على الأسعار بين 75 إلى 95 دولارًا لضمان قدرة المستهلك على تحمل التكاليف واستدامة الصناعة.

وفيما يتعلق بمصير نفط إقليم كردستان وسط المحادثات حول استئناف صادرات نفط كركوك إلى تركيا، تجنب نائب الوزير أحمد مفتي برشاقة السؤال المحدد حول مفاوضات استئناف النفط، مؤكدا على المنظور الأوسع وأهمية معالجة مخاوف الطاقة الأوسع نطاقا خارج النفط، وخاصة التركيز على الغاز والطاقة. كهرباء. وصحح المفهوم الخاطئ حول الدور الغالب للمياه في توفير الكهرباء، مبينا أن 90% من كهرباء إقليم كوردستان تأتي من الغاز. وقد تفوقت المنطقة في استخدام الغاز الطبيعي لإنتاج الكهرباء، مع إمكانية ملحوظة لزيادة إنتاج الغاز.

وقدم المفتي إحصائيات قيمة، سلطت الضوء على قدرة المنطقة على المساهمة بشكل كبير في إمدادات الغاز الإجمالية في العراق. “ينتج كردستان ما يقرب من 50% من إجمالي إنتاج الغاز في العراق.” هو قال. كما أعرب عن تفاؤله، متوقعا أن تصل المنطقة إلى نقطة تنتج فيها 60% من غاز العراق خلال الأشهر الستة إلى السنة المقبلة. ثم أشاد بالمناخ الاستثماري المناسب في إقليم كردستان، وهو ما يجسد نجاح شركة نفط الهلال في استخراج 500 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً. “إن التحديات التي يواجهها الغاز تكمن في الخدمات اللوجستية”، التي تتطلب بنية تحتية مثل خطوط الأنابيب من أجل النقل الفعال.

ولفت المفتي إلى الجانب المهمل لمصادر الطاقة المتجددة وغياب العراق عن سيناريو رصيد الكربون العالمي. وشدد على أهمية معالجة مسألة احتراق غاز الشعلة، وهو مساهم رئيسي في التحديات البيئية في العراق. إن التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب مبادرات مثل زراعة الأشجار، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على البيئة.

وعرض نائب الوزير مفهوم رصيد الكربون كعامل حاسم في بيئة الاستثمار، مسلطاً الضوء على مشروع في كرميان حيث يتم تحويل غاز الحرق إلى كهرباء بهدف الحصول على رصيد الكربون. وشدد على الأهمية الأخلاقية والمالية لائتمان الكربون، وحث العراق على الانضمام إلى الجهود العالمية للحفاظ على البيئة.

وأعادت زينب ربيع توجيه الحديث إلى العامري، وتناولت قضية الهدر البالغة الأهمية الناجمة عن حرق غاز الشعلة في العراق، وقدرت الخسارة اليومية بما يصل إلى 5 ملايين دولار. ووصف العامري استراتيجية العراق المتطورة لمواجهة هذا التحدي، وأشار إلى توجيه الحكومة بالتركيز على رصيد الكربون، مشدداً على ضرورة تحويل الغاز المحروق إلى خطوط إنتاج، من خلال جمعه وتداوله دولياً. وتهدف هذه الجهود المتضافرة إلى خفض نسبة الغاز المحروق، و”تم إحراز تقدم كبير بالفعل في خفضها إلى حوالي 35%”. هو قال.

وتطرق العامري إلى التحول العالمي من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، وصنف البلدان على أساس التقدم الذي أحرزته. ويواجه العراق، باعتباره منتجاً رئيسياً للوقود الأحفوري، هذا التحول بشكل أبطأ من بعض الاقتصادات المتقدمة. وشدد على أهمية معالجة الغاز المحروق وتأثيره البيئي وضرورة اعتماد مصادر الطاقة المتجددة. وعلى الرغم من امتلاك العراق ما بين 8000 إلى 10000 ميغاواط من إمكانات الطاقة الشمسية، إلا أن الاستخدام الفعلي للعراق كان محدوداً. وشدد على ضرورة فترة انتقالية مدتها عشر سنوات لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء بشكل كبير. وأشار عبدالله القاضي إلى نجاح دولة الإمارات في تنفيذ استراتيجية ناجحة للطاقة المتجددة، والتزام الدولة بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وأرجع الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات إلى التخطيط الدقيق الذي بدأ عام 2014 مع التركيز على تنويع مصادر الطاقة. أكبر محطات الطاقة الشمسية في المنطقة موجودة الآن في أبو ظبي ودبي.

واعترف عبد الله القاضي بالأثر البيئي لاستخراج النفط، وخاصة انبعاث الغازات الدفيئة التي تساهم في الإصابة بالأمراض والسرطان في المحافظات المنتجة للنفط. وناقش خطة الإمارات لحماية البيئة وأشار إلى مبادرات مماثلة في الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية والمغرب ومصر والأردن. وحول إمكانات إقليم كردستان لمشاريع الطاقة المتجددة، أحمد مفتي الضوء على الموقع الفريد لكردستان، حيث تتمتع بموارد طبيعية أنظف مثل الغاز وميزة جغرافية للطاقة الكهرومائية. وشدد على أهمية التخطيط الاستراتيجي، مشيراً إلى أن نموذج كل بلد أو منطقة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة يجب أن يكون مصمماً وفقاً لاحتياجاته الخاصة. وتلقت زينب ربيع تعليقات وأسئلة الحضور. وكان من بينها التعبير عن المخاوف بشأن استثمارات الغاز التي لا تعود بالنفع حاليًا على سكان إقليم كردستان العراق في المقام الأول، مع التأكيد على أهمية خلق فرص العمل للشباب. وتتعلق المخاوف الأخرى بالتزام المستثمرين بمراقبة الآثار الصحية السلبية على الأشخاص الذين يعيشون حول استثمارات الغاز.

وأكد القاضي التزام الشركات المنتجة للغاز بمعالجة الغازات وتقليل تأثيرها السلبي على البيئة. وأشار إلى إنجاز شركته بالوصول إلى مرحلة الصفر الصافي واستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة. تم طرح سؤال حول تنفيذ طاقة الرياح في إقليم كوردستان العراق، مع الإشارة إلى أن المناطق الجبلية في المنطقة مناسبة لطاقة الرياح. وشدد أحمد مفتي على الحاجة إلى اتباع نهج هرمي لمصادر الطاقة، مع التركيز أولاً على الغاز، ثم الطاقة الشمسية، وأخيراً طاقة الرياح. وشدد على أهمية النظر في قدرة إقليم كوردستان على إنتاج الطاقة وإحراز التقدم في مجال الغاز المتاح.

ملتقی الشرق الأوسط 2023

معالجة أولويات العراق العاجلة

11-10 اکتوبر/تشرين الاول

الجلسة 2: أولويات الطاقة في العراق: النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة

فيديو الجلسة

Comments are closed.