“الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُحدث تغييراً حقاً في بلدٍ ما هو التعليم”، هذا ماأشار اليه ديباك مجلاني، القنصل العام الهندي في أربيل، أثناء زيارته لمؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري) في 16 نيسان 2017. وحضر أيضاً مع السيد مجلاني السيد ساتيا فير سينغ، بصفته القنصل ورئيس الديوان، وذلك من أجل مناقشة الوضع الحالي في إقليم كوردستان العراق، والمصالح المشتركة، وتجارب الاقليم والهند.
ركزت المناقشة على دور التعليم في تطوير بلدٍ ما. حيث أكد السيد مجلاني أن “التعليم يحظى بالأهمية العليا” في الهند، الى درجة أن “التعليم هو مثل الدين”. واقترح بأنه يمكن مشاركة هذه التجربة مع بقية بلدان العالم من خلال برامج كالمنح الدراسية.
واتفق البروفيسور دلاور علاء الدين، رئيس مؤسسة ميري، بأنه في الجيل الأخير شهدت الهند تحولاً هائلاً وقد لعب التعليم دوراً مميزاً في هذا الأمر. ويُمكن استخلاص دروس من التطور الحاصل في الهند من حيث الطابع المؤسسي، وسيادة القانون، والاستثمار في الأجيال المقبلة.
ونوقش أيضاً في اللقاء نهج الهند إزاء التطرف، حيث ذكر السيد مجلاني بأنه على الرغم من أن التطرف كان مصدر قلق للهند لـ15 سنة ماضية، إلا أن التنوع الموجود في البلاد أضحى الأن مصدر قوته وقد تضاءل تهديد التطرف من خلال معاملة الأفراد على قدم من المساواة. وبالنسبة الى الشمولية والحقوق المتساوية، لاحظ السيد مجلاني نقاط تشابه مع إقليم كوردستان العراق. واشاد القنصل العام بالدور الذي تلعبه المراكز الفكرية والبحثية السياساتية المستقلة في إحراز التقدم خلال الأوقات الصعبة. واتفق على المساعدة في تقديم مراكز الفكر والبحث الهندية وزيارة الدبلوماسيين الى ميري بهدف المشاركة والتعاون في المستقبل.
تمتلك الهند تمثيلاً دبلوماسياً متوسط الحجم في العراق وقد فُتحت القنصلية العامة الهندية في إقليم كوردستان العراق قبل ستة أشهر، وتشجع التجارة والعلاقات الثنائية وبالأخص في مجال التعليم والصحة والنفط والعمل اليدوي، وتستورد الكثير من نفطها من العراق، وتوفر منح دراسية كاملة للعراقيين وتسهل الزيارات للعراقيين الذين يبحثون عن خدمات طبية. وعلاوة على ذلك، حالياً هناك تقريباً 6000 مغترب هندي في إقليم كوردستان، ومعظمهم من العمال اليدويين الذين بقوا في إقليم كوردستان العراق على الرغم من الصعوبات الاقتصادية الأخيرة. وأخيراً، تسعى سفارة الهند الى تسهيل منح تأشيرات الفيزا في إقليم كوردستان العراق من خلال مباشرتها بأخذ الطلبات في أربيل ابتداءاً من أيار 2017.