Back

البروفيسور جين-بيير فيليو يزور مؤسسة ميري

“التدويل ليس هوالمفتاح لتحقيق الاستقرار في سوريا”ـ هذا ما صرح به البروفيسور جين-بيير فيليو خلال اجتماعه مع باحثين من مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري) بتأريخ 3 نيسان 2017.

وفي مستهل حديثه عن الوضع السوري، انتقد البروفسور فيليو الاستراتيجية العالمية المتبعة في سوريا، مشيراً إلى أنه بدلاً إضفاء الطابع الدولي علی الوضع السوري، ينبغي للمجتمع الدولي أن يعطي السوريين فرصة لإتخاذ نهج محلي بالرغم من إقراره بأهمية سوريا من ناحية الأمن الدولي – وخاصة بالنظر الى هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مستوى العالم من جهة الرقة التي صممت ونسقت من رقة.

وأقترح فيليو أن على الولايات المتحدة وغيرها من القوى الإقليمية إعادة النظر في استراتيجياتها في سوريا، وأن تستثمر المزيد في المعارضة السورية. ويجب أن يتعلموا من الماضي ومن نجاح الدول الأخرى، بما في ذلك تحرير فرنسا من ألمانيا النازية عندما كانت المعارضة في البداية مجزأة كما الحال في سوريا. كما وحذر من أن السياسة الأمريكية الحالية تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي ستولد إشكالية في الأوقات القادمة “ما يتكشف بين الكورد والعرب في سوريا هو أمر لم يسبق له مثيل”. وأشار أيضا إلی إن التردد الحاصل في المنطقة بإنشاء قوة سنية عربية قوية لمعارضة تنظيم داعش، والاعتماد على حزب الاتحاد الديمقراطي بدلاً من ذلك، قد يخل بالأمن وتحقيق السلام على المدى الطويل.

وفيما يتعلق بالموصل، أكد فيليو أن هذه المدينة ليست الساحة الوحيدة لعمليات داعش، وأنه ينبغي النظر في الديناميات المتبعة في سوريا، وخاصة في الرقة. واقترح التعلم من أحداث مماثلة في المنطقة وخارجها لتكون جزءاً لا يتجزأ من تصميم استراتيجية فعالة لهزيمة المجموعة وخلق الاستقرار على نطاق أوسع.

وفي الوقت الذي اُقِرفيه بأنه لاينبغي اعتبار الموصل محور التركيز الوحيد في التحليلات أوأن تكون مركزا للاهتمام الدولي، ناقش الباحثون مع البروفيسور فيليو مستقبل العراق وإقليم كوردستان العراق عقب تحريرها من داعش. كما وأشار الباحثون الى أن هناك العديد من القضايا التي تحتاج الى حل، ومن ضمنها الصراعات المتواجدة بين وداخل الأقليات التي لديها مخاوف تتعلق بمصالحها وأمنها.

وركزت المناقشات أيضاً على العلاقات القائمة بين بغداد وإقليم كوردستان، والتي أصبحت راكدة الى حد كبير. كما وركز الباحثون على الفرص التي ستتولد عقب هزيمة داعش في الموصل التي من شأنها أن تحدث  تغييرات تتعلق بالفكر والحالة الإجتماعية. ومع ذلك، مالم يتم الاستفادة من هذه الفرص بجانب وجود استراتيجية واضحة فمن المحتمل أن تُصبح الموصل مدينة اخرى شبيه بالفلوجة – فرصة ضائعة.

والموضوع المشترك الذي تم تناوله طوال المناقشة هو أن الأخطاء في المنطقة باتت متكررة. وفي النهاية، أشار فيليو إلی أن استخدام منظور تأريخي من أجل إستخلاص دروس رئيسة من الماضي، يعتبرأمراً حاسماً في بناء نهج للمضي قدماً.

 

Comments are closed.