الجلسة السابعة: حكومة إقليم كوردستان والتطلع إلى الأمام: التحديات والفرص والإستراتیجیة الطويلة الأمد.
- مسرور بارزانی، رئیس مجلس الوزراء في حكومة إقلیم كوردستان العراق
- أمبرین زمان، المونیتر(مدیر الجلسة)
انقر هنا لعرض تسجيل الفيديو لمناقشات الجلسة السابعة في منتدى الشرق الأوسط ٢٠٢١.
كان الهدف من هذه الجلسة مع رئيس الوزراء مسرور بارزاني هو مناقشة الاستراتيجيات والتحديات والفرص التي تواجهها حكومة إقليم كوردستان.ركزت مديرة الجلسة، أمبرين زمان، أسئلتها على جدول أعمال مجلس الوزراء، وقضايا إقليم كوردستان الداخلية، والعلاقات بين أربيل وبغداد، وعلاقات حكومة إقليم كوردستان مع الدول المجاورة.
وحول أجندة حكومة إقليم كوردستان للإصلاحات والقضاء على الفساد داخل المؤسسات الحكومية، قال رئيس الوزراء مسرور بارزاني إنها “تضررت من COVID-19، وانخفاض أسعار النفط، وكانت التجارة والأعمال منخفضة حقا، وبالطبع واجهتنا تحديات أمنية أخرى في المنطقة.وعلى الرغم من كل ذلك حاولنا معالجة جميع المشاكل والقيام بالإصلاح”.وأكد أن حكومته أحرزت تقدما ونفذت العديد من المشاريع ونفذت بالفعل بعض الإصلاحات المزمعة في النفقات الحكومية.
وأوضح رئيس الوزراء أن سياسات بغداد مسؤولة جزئيا عن التسبب في الأزمة الاقتصادية في إقليم كوردستان العراق، من خلال خفض حصة الإقليم من الميزانية وترك حكومة الإقليم مع مليارات الدولارات من الديون.ووفقا لبارزاني، فإن الحكومة المركزية تدین في العامين 2020 و2021 لموظفي كوردستان بما مجموعه 3.1 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالخصخصة وتنويع الاقتصاد، أوضح رئيس الوزراء أن مجلس وزرائه شجع القطاع الخاص من خلال العديد من المشاريع في قطاعي الزراعة والسياحة.وأشار إلى 147 مشروعا تمولها و/أو تنفذها حكومة إقليم كوردستان في قطاعات السياحة والصناعة العامة والمباني السكنية والتجارة والزراعة والتعليم والصحة والخدمات والرياضة والفن.فعلى سبيل المثال، شجعت حكومة إقليم كوردستان المزارعين على الاستثمار في أعمالهم الصغيرة والمتوسطة من أجل المساهمة في الأمن الغذائي لهذه المنطقة.وأشار إلى مبادرات الحكومة في دعم مشروعات القطاعين العام والخاص لبناء البنية التحتية الغذائية في جميع المحافظات.”في أربيل وحدها، وصل تلقي القمح وتجهيزه أيضا إلى قدرة استقبال 1.2 مليون طن”.
وأضاف: “فيما يتعلق بالمشاريع الخاصة، منحنا الرخص لــ 714 مشروعا، تقدر قيمتها بنحو 965 مليار دينار….في جميع محافظات كوردستان بشكل عشوائي.هذا في رصف الطرق، وبناء الطرق، والطرق السريعة، وأيضا للبلدية، للكهرباء….وبناء الصوامع، والتعليم، والمساكن، وكذلك السدود.وتم بناء وتعبيد وتجديد حوالى 1108 كيلومترات من الطرق.وتم بناء حوالي 4056 وحدة لذوي الدخل المنخفض.وتمت الموافقة على 21 مشروعا للسدود”.
وفيما يتعلق بقطاع الغاز، أكد أن حكومته ستزيد من إنتاج الغاز كمصدر للطاقة، ليس فقط للأسر في إقليم كوردستان العراق، ولكن أيضا للعراق وتركيا وأوروبا أيضا.وأضاف: “خطتي هي بناء البتروكيماويات، حتى نتمكن بالفعل من أن نكون عملاء ومشترين للغاز والموارد الطبيعية الخاصة بنا، ومن ثم معالجتها.سيكون ذلك أكثر فائدة لشعب كوردستان….إن فائض الغاز والموارد الطبيعية التي نملكها، سنتمكن من تصديره للخارج”.
كما أن الاستثمار في إدارة النفايات وحماية البيئة هو أيضا في جدول أعمال حكومة إقليم كوردستان.وذكر رئيس الوزراء أن الحكومة تخطط للاستثمار في إدارة النفايات في إقليم كوردستان العراق.وأعلن “طلبت من الوزارات المعنية ووزارة البلدية وضع برنامج وإعداد مناقصة للشركات العالمية للحضور والقيام بإدارة المخلفات”.
ووفقا لرئيس الوزراء، فمنذ أن بدأ مجلس الوزراء عمله، انخفض الفساد كثيرا، ولكن لم يتم القضاء عليه لأن مكافحة الفساد عملية طويلة.وعلى الرغم من التحديات، قال: “إنني مصمم جدا على الإصرار على التقليل من الفساد إلى أدنى حد ممكن”.
وحول المخاوف الأمنية في العراق، قال رئيس الوزراء مسرور بارزاني إن “داعش لا يزال يشكل تهديدا رئيسيا، ليس فقط لأمن كوردستان والعراق، ولكن للمنطقة والعالم.لم يهزم داعش بالكامل.لقد فقدوا الأراضي، لكنهم هناك.وما زالوا قادرين على تجنيد الناس، وما زالوا قادرين على القيام بعمليات ضد قوات الأمن العراقية، وضدنا في بعض الحالات، رأيتم أنه كانت هناك هجمات ضد البشمركة في بعض الحالات في الأراضي المتنازع عليها بشكل خاص”.وقال إنه إذا أردنا القضاء على داعش وإنهاء الإرهاب في المنطقة، يجب معالجة الأسباب الجذرية لداعش والإرهاب، والتي تشمل الظلم وعدم المساواة والفقر والفساد. وذكر أن حكومة إقليم كوردستان مستعدة للتعاون مع الحكومة الاتحادية العراقية لسد الفجوة في الأراضي المتنازع عليها وحل الأسباب الجذرية.
وأضاف أن الدعم الأمريكي في الحرب ضد داعش يحظى بالتقدير، وتمنى أن يدعم التحالف الدولي البشمركة والعراق بشكل أكبر في الحرب ضد داعش لأن العراق لا يزال بحاجة إلى دعم دولي. كما أكد أن حكومة إقليم كوردستان مستعدة للحفاظ على علاقة جيدة مع الدول المجاورة لها. وقال “نود تطبيع الوضع، وبالطبع مع جميع أصدقائنا. علاقاتنا مع الولايات المتحدة ليست على حساب علاقتنا مع إيران أو العكس”.
وفيما يتعلق بهجمات الميليشيات المدعومة من إيران والتوترات بين الولايات المتحدة وإيران، أعرب رئيس الوزراء بارزاني بوضوح عن “رغبتهم في البقاء خارجها. ونريدهم أيضا أن يحترموا سيادة ورفاه شعبنا وبلدنا. نريد احترام سيادة العراق، وبالطبع احترام سيادة كوردستان”.
وفيما يتعلق بإصلاح البشمركة، وفقا لرئيس الوزراء، تم بالفعل اتخاذ بعض الخطوات نحو توحيد الوحدات ال 70 و80 إلى جيش واحد من البشمركة. وهناك بالفعل تقدم من حيث هيكل دفع الرواتب وتوحيد الهيكل العام لجميع البشمركة.
وحول الانتخابات العراقية الاخيرة قال رئيس الوزراء انه عادة ما تتم مكافأة او معاقبة الاحزاب السياسية, وهذه هى الطريقة التى ينظر بها الناس الى اداء ممثليهم. وقد فاز الحزب الديمقراطي الكوردستاني بأغلبية الأصوات في إقليم كوردستان العراق، وأضاف: “هذا شيء كافأ الناس الحزب الديمقراطي الكوردستاني على ما فعلوه. وذلك في عدة نواح، لأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني كان في طليعة تقديم الخدمات للناس، وتنفيذ المشاريع في رئاسة الحكومة”.
ثم نوقشت العلاقات بين حزب العمال الكوردستاني وحكومة إقليم كوردستان وتركيا. وقال رئيس الوزراء مسرور بارزاني إن علاقة حكومة إقليم كوردستان مع تركيا “متعددة الأوجه”. وذكر أن لدى حكومة إقليم كوردستان مصالح تجارية ومخاوف أمنية مشتركة مع تركيا. وقال إن وجود حزب العمال الكوردستاني في أراضي إقليم كوردستان العراق “مسألة حساسة بالنسبة للعراق، وهو انتهاك للسيادة العراقية”. واضاف ” انه ما كان يجب قبول وجود عنصر اجنبى قادم الى هذا البلد فى البداية. لم يأت حزب العمال الكوردستاني إلى هنا كلاجئين، بل جاءوا إلى هنا وقدموا أنفسهم كبدائل للمؤسسات الشرعية التي انتخبها الناس لإدارة هذه المنطقة وحكمها”. وأشار إلى أن وجود حزب العمال الكوردستاني يشكل تهديدا أمنيا ومشكلة اقتصادية بالنسبة ل «إقليم كوردستان العراق» لأنه نتيجة للصراع على الحدود العراقية التركية، تم تدمير 800 قرية في إقليم كوردستان، ولا يمكن لحكومة إقليم كوردستان الوصول إلى المناطق الحدودية التي يقيم فيها حزب العمال الكوردستاني وتقديم الخدمات لها. وأعرب عن اعتقاده بأن وجود حزب العمال الكوردستاني في إقليم كوردستان العراق يوفر لتركيا ذريعة موثوقة للتدخل العسكري في تلك المناطق. واضاف “سيكون من الصعب جدا على تركيا تبرير المجيء ومطاردة هذه المنظمة. لذا، كان بإمكان حزب العمال الكوردستاني أن يقدم لنا جميعا معروفا، أن يغادر ولا يعطي أي سبب، ليس لنا، ولا لتركيا، للصراعات الجارية في هذا المجال”.
وفيما يتعلق باتفاق سنجار بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في العراق، يعتقد رئيس الوزراء أن جميع العناصر الحالية غير القانونية في سنجار يجب أن تغادر المنطقة، وبعد ذلك “[ستقرر كل من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان] منح الأمن للسكان المحليين. وبالتالي فإن الجيش العراقي والبشمركة سيتعاملان مع بعض المناطق الواقعة خارج المناطق الحضرية السكنية، ومن ثم سيتم منح أمن المدينة والمناطق الحضرية للسكان المحليين”. كما أشار إلى أن اتفاق سنجار لم ينفذ بسبب وجود حزب العمال الكوردستاني والجماعات التابعة لحزب العمال الكوردستاني وبعض الجماعات المحظورة في المنطقة. وأعرب عن اعتقاده بأنه إذا تم تنفيذ الاتفاق، فإنه يمكن أن يصبح “بوابة إلى بقية الأراضي المتنازع عليها. لم ينفذ الاتفاق لأن العناصر التي تسيطر على سنجار كانت تتحدى الحكومة الاتحادية في بغداد”.
تمت مناقشة سجل حقوق الإنسان لحكومة إقليم كوردستان مع رئيس الوزراء مسرور بارزاني. وأكد أن حكومته تدعم تماما حرية التعبير وحرية الصحافة في إقليم كوردستان العراق. وفيما يتعلق بالصحفيين والناشطين الذين اعتقلوا في إقليم كوردستان العراق، قال “لدينا نظام قضائي، ونظامنا القضائي يحظى باحترام كبير، ولا يمكننا التدخل في القرارات التي يتخذونها، وكل اعتقال لهؤلاء الأشخاص ذكرتم، كان قرار المحكمة”. وأضاف أن كوردستان آمنة وتوفر السلامة والأمن ليس فقط لمواطني إقليم كوردستان العراق ولكن لجميع المواطنين العراقيين. وأعطى مثالا على ذلك وذكر “تنظرون إلى معظم النشطاء والصحفيين من حولنا، خارج كوردستان، يأتون إلى كوردستان ليشعروا بالأمان. وهم قادمون من أجزاء أخرى من المنطقة؛ وهم من سكان المناطق الإخری. إنهم قادمون إلى كوردستان. وما زلنا نستضيف حوالي مليون من النازحين داخليا والعديد من النشطاء والصحفيين. ويشعر الناس من مختلف الأديان والجماعات، والجماعات العرقية والدينية، بالأمان في كوردستان. إذا كانت كوردستان لا تحترم حقوق الإنسان، أراهن أنك لن ترغب في المجيء إلى كوردستان”.
وحول تشكيل حكومة جديدة فى بغداد، قال رئيس الوزراء انه يتعين ان يكون للاحزاب السياسية الكوردية جدول اعمال واحد وان توحد اصواتها عند التفاوض مع بغداد. وأضاف: “بدأ الحزب الديمقراطي الكوردستاني هذه المبادرة لمقاربة جميع الأطراف لتوحيد القواعد الكردية، حتى يتمكنوا من الذهاب والتفاوض مع أحزاب المكونات الأخرى: مع الشيعة، ومع السنة، ومع الآخرين، من أجل حكومة شاملة قادرة على احترام الدستور وتنفيذه”.
انقر هنا لعرض تسجيل الفيديو لمناقشات الجلسة السابعة في منتدى الشرق الأوسط ٢٠٢١.