عملية المصالحة بعد القضاء علی تنظيم الدولة الأسلامية (داعش) في الموصل كان الموضوع الرئيسي الذي تمركزت حوله المناقشة التي عقدتها مؤسسة ميري وذلك ضمن اجتماع مغلق عقد بتأريخ ٣، تشرين الثاني، ٢٠١٦ تحت قانون (تشاتم هاوس)، حيث شارك في الجلسة السيد كريستيان ربرجين المدير العام للشؤون الانسانية في وزارة الشؤون الخارجية الهولندية، السفير الهولندي جان ولتمانز، ونائب القنصل العام الهولندي كورستوتن وعدد من الدبلوماسين من هولندا. كما وحضر الحلقة النقاشية عددا من المسؤولين في حكومة اقليم كوردستان وممثلين عن الاقليات العرقية والدينية. تناقش المشاركين عملية المصالحة وكيفية إيجاد افضل الطرق للمصالحة الفئات المختلفة عن طريق اجراءات محلية قادرة ظل هذا الظرف الصعب، و تضمنت المناقشة ايضاً دور المجتمع الدولي في دعم هذه العملية.
و عبر المشارکون عن مخاوفهم حول انتشار المجاميع العسكرية المتواجدة في نينوى بالاضافة الى التوتر المتواجد بين المجاميع المختلفة من المحافظة. وأشار المشاركون أيضا إلی أن بعض منظمات المجتمع المدني وبعض من الجهات ذي العلاقة اطلقوا مبادرات هادفة إلی المصالحة في الماضي، لكن هذه المحاولات كانت نتائجها محدودة، وأن جهود الاعمار والتطوير باتت متناثرة .
جدير بالذکر أن في الجلسة الحوارية المغلقة تم التأكيد على الحاجة الى تواجد ادارة فعالة في المرحلة التي تلي داعش كما وتم التطرق الى عدة سيناريوهات حول الاحتمالات الواردة فيما يتعلق بمستقبل نينوی بعد التحرير والتي تضمنت بقائها كمحافظة واحدة أو تحويلها الى إقليم يتضمن عدة محافظات واقضية، كما وأجمع المشاركون في الوقت ذاته على ضرورة تواجد اطار سياسي لنينوى حال تحرير المدينة داعش.
أضافة إلی ذلك، تمت مناقشة دور المجتمع الدولي حيث أرتأی البعض إلی تمويل اضافي يدفع من قبل جهات ومؤوسسات دولية مثل الاتحاد الاوروبي و الامم المتحدة سواء بشكل مباشر لحكومة اقليم كوردستان او من خلال جهة مشتركة على المستوى الفدرالي. علاوة علی ذلك سلط الحضور الضوء علی دور توفير الدعم والقيادة من قبل هذه المٶسسات مشيرا إلی أنه من اجل تأمين الأمن للأقليات يجب توفير ضمانات دولية نظرا لانعدام الثقة بين هذه المجاميع فيما بينها ومع حكومتي بغداد وكوردستان. وفي الختام أقر المشاركون بحقيقة ان المجتمع الدولي لايستطيع حل الصراعات لوحده وان الحلول التي تنطلق من القاعدة إلی القمة ضرورية جداً جنباً الى جنب مع الحلول التي تنطلق من الأعلی إلی الأسفل، فعلی أي حال، كل مجموعة لديها مسؤولية لضمان تحقيق المصالحة.