صرح أولي ديل، السفير الألماني في العراق، خلال مناظرة سیاساتیة في مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث في 26 مايو 2021، أن “ألمانيا لديها العديد من الأولويات الإستراتيجية في العراق، بدءًا من مكافحة التطرف العنيف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية الثنائية”. شارك في المناظرة مجموعة من صانعي السياسات والمشرعين والخبراء الأكاديميين في إقليم كوردستان العراق وأعضاء البعثة الدبلوماسية الألمانية في أربيل (المدرجة أدناه).
في كلمته الافتتاحية التي بثت على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون شدد السفیر ديل على أهداف سياسة برلين في العراق، والتي تشمل:
1) منع الإرهاب وعودة ظهور داعش. یشكل الإرهاب تهديداً لیس للعراق فقط، بل للعالم باكملە. وبالتالي، يتطلب الأمر استجابة دولية حیث أصبحت ألمانيا في هذا الأطار شريكًا أساسيًا للعراق. من الواضح أن الإجراءات الأمنية الصارمة وحدها لا يمكن أن تمنع تهديد التطرف العنيف في العراق. لذا، دعمت ألمانيا الاستقرار وسيادة القانون وإعادة الإعمار والتماسك الاجتماعي وبرامج بناء السلام في العراق، لا سيما في المناطق المحررة من داعش.
2) تشجیع الناس بالبقاء في بلدانهم وعدم إجبارهم على الهجرة ومنع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. قامت ألمانيا بتمويل العديد من المشاريع، مثل خلق فرص العمل والتدريب المهني لدعم الشباب حتى يتمكنوا من الشعور بمستقبل أفضل في بلدهم. كما تسعى ألمانيا إلى دعم التنمية الثقافية والتعليمية للشباب العراقي. للأسف، فإن جائحة كوفيد وانعدام الأمن وعدم الاستقرار في العراق قد أعاقت إلى حد ما عمل برلين نحو هذا الهدف.
3) مساعدة العراق على تنويع اقتصاده. في الوقت الحالي، يتمتع العراق بقطاع عام متضخم دوننمو قطاعه الخاص بشكل كافٍ، ويعتمد اقتصاده بشكل كبير على عائدات النفط. هذا الخلل لا یمكن أن یستدام. عرضت ألمانيا الخبرة لمساعدة الحكومة العراقية في تنفيذ “الورقة البيضاء” الاقتصادي الأخير وتنويع اقتصاده وتطوير قطاعه الخاص وخلق فرص عمل للشباب.
4) المساعدة في تقوية مؤسسات الدولة العراقية وتعزيز المشاركة الشعبية. يساهم الفيدرالية الفاعلة والشمولية وحماية الحق الدستوري لجميع العراقيين في تعزيز قوة البلاد. تتطلب الديمقراطية آليات واضحة لتعزيز مشاركة الناس في السياسات المحلية والوطنية وكذلك في أنشطة المجتمع المدني.
5) زيادة تعزيز العلاقات والشراكة الثنائية مع العراق والتي تعتبر قوة استقرار وموازنة في منطقة الشرق الأوسط الهشة.
6) المساعدة في التغلب على جائحة كوفيد. ألمانيا هي واحدة من أكبر الجهات المانحة لبرنامج الوصول العالمي للقاحات(COVAX). لا يستخدم المانیا هذا الدعم لتحقيق مكاسب دبلوماسية أو سياسية، أو للتنافس على النفوذ.
الحوار الصریح
تبع عرض السفير مناقشة حية بين المشاركين، أجريت بموجب قواعد تشاتام هاوس. يتم تلخيص النقاط الرئيسية أدناه، دون الإسناد للمتحدثین.
معوقات التقدم
يواجه شركاء العراق الدوليون عددًا من التحديات والعوائق الأساسية أمام التقدم في تحقيق أهدافهم في العراق. ويتعلق معظمها بنقاط الضعف الهيكلية والوظيفية في الحكم في العراق. وتشمل هذه:
أ) افتقار العراق لاحتكار الدولة لاستخدام العنف ووجود مجموعات متنوعة من الجهات المسلحة غير الحكومية التي لا تخضع للمساءلة الكافية أمام سلطة الدولة.
ب) أدى عدم التعاون بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان في المناطق المتنازع عليها إلى خلق فراغ أمني استغله تنظيم الدولة الإسلامية.
ج) يُنظر إلى الحكومة على أنها المزود والمنظم من قبل المجتمع في العراق. وهذا متجذر بعمق في ثقافة وعقلية مؤسسات الدولة وعامة المواطنین. يجب أن يتغير ذلك من أجل تنويع مصادر الدخل والاقتصاد في العراق.
د) الفساد والمحسوبية والبيروقراطية المختلة تمنع الشركاء الدوليين من أداء أنشطتهم بكفاءة.
هـ) في العراق، هناك توزيع (أو محاصصة) راسخ وغير رسمي للسلطة بين الأحزاب والقادة والكتل. ويستند هذا إلى الانقسامات العرقية والطائفية وأدى إلى استمرار ضعف مؤسسات الدولة العراقية وآليات المساءلة.
و) هناك الكثير من أصحاب المصلحة الأجانب المهتمين الذين يتدخلون من الخارج. إن التنافس بين إيران والولايات المتحدة في العراق هو مثال واضح.
ز) لم یعد اعتماد العراق على النفط یشكل ضغوطاً كافية لإجراء إصلاحات وذلك بسبب الارتفاع الأخير في أسعار النفط.
الانتخابات القادمة
كان يُنظر إلى حكومة مصطفى الكاظمي على أنها الأمل والحل للتغلب على تحديات العراق المباشرة، مثل الغضب في الشارع والاحتجاجات بين الشباب والتنافس بين الولايات المتحدة وإيران والانقسامات بين الفصائل الشيعية. بعد مرور عام، شاهدنا تقدم محدود للغاية ولا تزال المخاوف والمشاكل عميقة. تتجه العراق ال الآن نحو انتخابات جديدة، من المقرر إجراؤها في 10 أكتوبر 2021. يتوقع شركاء العراق الدوليون أن توفر السلطات بيئة آمنة لتسهل مشاركة الناس. سيكون من الصعب على الحكومة القادمة ادعاء الشرعية، وبالتالي، توفير الاستقرار بدون مشاركة واسعة للناخبين.
سیادة القانون وحرية التعبير في كوردستان
كان موضوع المناقشة الرئيسي الآخر هو مخاوف ألمانيا الأخيرة حول كيفية تعامل سلطات حكومة إقليم كوردستان مع قضية الصحفيين والنشطاء الموقوفين، ولا سيما قرار محكمة الأستئناف في أربيل. وتم التأكيد على أن المحكمة يجب أن تكون مستقلة وشفافة وخالية من التدخل الخارجي. أيضًا، يتوقع الشركاء الدوليون من سلطات إقليم كوردستان أن تضمن حرية التعبير وكذلك الحق في محاكمة عادلة كمكونات أساسية للحكم الديمقراطي.
المشاركة الثقافية والأكاديمية
اعتبر المشاركون أن التبادلات الثقافية والأكاديمية بين العراق وألمانيا أساسية للتنمية الطويلة الأمد والعلاقات الثنائية. تم ذكر المبادرات السابقة من قبل هيئة التبادل الأكاديمي الألمانية (DAAD) على وجه التحديد. لكن التطورات الأمنية والسياسية في العراق، لا سيما منذ احتجاجات أكتوبر 2019، ووباء كوفيد وضعت العراقيل أمام تنفيذ ألمانيا لخططها الثقافية والتعليمية في العراق. تريد ألمانيا إنشاء مراكز ثقافية مشتركة مع فرنسا في العراق، بما في ذلك إقليم كوردستان العراق.
المشاركون
- أولي دیل السفیر الألماني في العراق
- تانیا گلي عضو مجلس النواب سابق وقیادیة في المجتمع المدني
- خانزاد أحمد رئیسة مجلس المرأة في إقلیم كوردستان
- دابان شدلة نائب رئیس دائرة العلاقات الخارجیة في الإقلیم
- دارا خیلاني مستشار نائب رئیس وزراء إقلیم كوردستان
- دلاور علاءالدین رئیس مؤسسة میري
- ستم علي سعید أكادیمي و عضو قیادي في حركة التغیر
- سعدي پیرة عضو قیادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني
- عماد فرهادي مسؤول العلاقات الخارجية للأتحاد الوطني/ اربيل
- فلاح مصطفی مستشار رئیس إقلیم كوردستان
- فوزي حریري رئیس دیوان رئاسة إقلیم كورستان
- فؤاد سمایل عضو في الهیئة الاداریة في میري
- كامران پالاني باحث في میري
- كاروان گزني عضو في برلمان كوردستان
- كلمنس سمتنر القنصل العام الألماني في أربیل
- كاثرین جاشكە مستشارة في القنصلیة العامة الألمانية في أربیل
- نشأة محمود مستشار، برلمان كوردستان
- ناز علي مجلس المرأة في إقلیم كوردستان
- نهرو زاگروس أستاذ جامعي