حكومة إقليم كوردستان تتطلع إلى المستقبل: الاستراتيجيات والتحديات والفرص
ملخص الحوار وفیدو الجلسة
- مسرور بارزانی، رئیس مجلس الوزراء في حكومة إقلیم كوردستان العراق
- دلاور علاءالدین، رئیس مؤسسة الشرق الاوسط للبحوث
ركز الحوار مع رئيس الوزراء مسرور بارزاني على استراتيجية حكومة إقليم كوردستان في عدد من القضايا المعقدة (انقر هنا للحصول على فيديو الجلسة بالكامل). ملخص ما جاء في أجوبة رئيس الوزراء مدون هنا ونص الخطاب وتفاصيله موجودة في الفيديو المرفق.
سأل دلاور علاء الدين، رئيس مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث ومدير الجلسة، كيف يمكن لحكومة إقليم كوردستان أن تساعد الحكومة الجديدة في بغداد، بقيادة محمد شياع السوداني، التي شكلت قبل خمسة أيام فقط في ذلك الوقت.
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء:
- نهنئي دولة رئیس الوزراء الجدید ونتمنى له التوفيق في مهمته الصعبة. يمر العراق بوضع صعب، وهناك أسباب عديدة بعضها خارجي وبعضها ناتج عن أخطاء مستمرة لحكومات عراقية سابقة يصعب تصحيحها.
- يحتاج الشعب العراقي الآن إلى الخدمات أكثر من أي وقت مضى، فهو بحاجة إلى مياه الشرب والكهرباء والمدارس والمراكز الصحية والأمن والحياة السعيدة، لذا يجب على أي رئيس وزراء يريد النجاح أن يحاول أولاً وقبل كل شيء زيادة الخدمات للشعب، والقضاء على الفساد، وتسريع عمل الوزارات، فهذا سيساعد كثيرا لأن العراق وصل الی مستویات دون أي تقدم ملحوظا فیە، ويعتبر انتصارا كبيرا لرئيس الوزراء وحكومته.
- آمل أن تدعمه الأطراف المتحالفة حتى تنجح الحكومة، لأن الصراع السياسي غالباً ما يجعل الحكومة تنسى أو تتعثر في واجبها الأساسي، الا وهو خدمة الشعب.
دلاور علاء الدين: أزمة العراق اليوم عميقة جدا. هناك فجوات كبيرة من حيث الهيكل والوظيفة. وصلت القطاعات الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية إلى مستویات هابطة، لكن سواء شئنا أم أبینا، فإن العراق هو البلد الذي نعيش فيه وبوابة بغداد مهمة جدًا لإقليم كوردستان. سواء أحب هؤلاء الأربعون مليون شخص ذلك أم لا، فهذا بلدهم ووطنهم ويجب عليهم إصلاحه. إذا كنتم بصفتكم حكومة إقليم كوردستان، تريدون مساعدة الحكومة العراقية، فكيف ستساعدونها؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء:
- تجربة إقليم كوردستان في السنوات الثلاث الماضية لم تكن سهلة. قدمنا أجندة لبرلمان كوردستان كانت أجندة مشتركة للأحزاب المشاركة في حكومة إقليم كوردستان. يمكننا استخدام الخطوات التي اتخذناها أو الخبرة التي اكتسبناها أو الإنجازات التي حققناها لخدمة العراق كله.
- بدأنا في الإصلاح أو إعادة البناء، بما في ذلك: الخدمات الإلكترونية، والتي يمكنني القول أنه بحلول نهاية عام 2025، ستتم جميع الخدمات إلكترونياً ولن يتم استخدام الورق. نحن في طليعة هذا، ويمكننا تقديم هذه التجربة لشركائنا في الحكومة الفيدرالية. من حيث التنويع الاقتصادي، لدينا تجربة ناجحة ليس فقط في تطوير قطاع الطاقة (النفط والغاز)، ولكن أيضًا في الزراعة والسياحة والصناعة. على الرغم من جائحة كورونا الذي تسببت في الكثير من الأضرار في هذه المناطق، لكننا لم نتوقف، تمكنا من اتخاذ خطوات جيدة وحققنا إنجازات جيدة. تبدأ حكومة إقليم كوردستان الشهر المقبل تصدير منتجاتها الزراعية إلى دول أجنبية.
دلاوەر علاء الدين: اما بالنسبة لمساعدة حكومة اقليم كوردستان للحكومة الجديدة في بغداد، فطاولة السوداني الآن مليئة بالقضايا الرئيسية والتحديات الخارجية والداخلية. جزء صغير من طاولته يتعلق بكردستان، لكن القضايا المعقدة مثل الميزانية والنفط والغاز والمناطق المتنازع عليها كانت تملأ طاولة رئيس الوزراء دائما بالأزمات في االاقلیم. الآن يريد رئيس وزراء بغداد بحسن نية التعاون من أجل تخفيف االمشاکل من جانب الاقلیم أو تأخيره أو المساعدة في العلاج. فكيف تساعدونه؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء:
- بالطبع يجب أن يتعاون الطرفان مع بعضهما البعض، فنحن في إقليم كوردستان أظهرنا استعدادنا ومستعدون بكل الوسائل للتعاون مع بعضنا البعض لحل القضايا العالقة التي لم تتقدم بها الحكومة العراقية بعد. نستطيع معا أن نكتب قانون النفط والغاز ونرسله إلى البرلمان للمصادقة عليه، وسيكون هذا إطارا للتعاون مع بعضنا البعض. يتم تحديد قضية المناطق المتنازع عليها وفقا للمادة 140 من الدستور. نحن مستعدون لإنشاء قوات مشتركة على الحدود التي يستخدمها الآن تنظيم داعش والتي أصبحت تشكل تهديدًا للقوات العراقية والمدنيين. في موضوع الموازنة، أرسلنا وفودا من حكومة إقليم كوردستان إلى بغداد عدة مرات، الأمر الذي سيطر على جميع المفاوضات مع الحكومة الاتحادية. كل شيء واضح بالأرقام وما هي حقوق وواجبات حكومة إقليم كردستان. منذ أن تسلمت المنصب، نوقش هذا الموضوع مع حكومة السيد عادل عبد المهدي وحكومة السيد مصطفى كاظمي، ومرة أخرى نحن مستعدون لإرسال وفد لمناقشة كل هذه النقاط.
- أحد أسباب عجز الحكومة العراقية عن القيام بهذه الأمور حتى الآن هو أن رئيس الوزراء لم يمارس سلطته أو لم يحظ بتأييد. لطالما اشتكوا من عدم وجود دعم سياسي من الأحزاب السياسية، أو أن هناك مخاطرة بأن يتم استخدام حل القضية مع إقليم كوردستان ضد رئيس الوزراء من قبل بعض الأطراف، لذلك رفضوا الحضور لحلها. وعلیە فإن حل المشاكل مع الحكومة الفيدرالية ليس قرارات فنية أو غير قانونية انما سياسية. اذا وجدت ارادة سياسية في بغداد، يمكننا حل كل هذه القضايا في القريب العاجل.
دلاور علاء الدين: مسؤولون في بغداد يتوقعون أن تشعر كوردستان بملكية الحكومة الفيدرالية، كأنها صاحبة القضية وتذهب إلى بغداد ومعها حلول. الجانب الكردي منخرط في تشكيل الحكومة وعليه أخذ زمام المبادرة. قرر رئيس الوزراء العراقي في الحكومة الجدیدة حل بعض المشاكل الكبرى في غضون ستة أشهر، هل تنوي أخذ زمام المبادرة؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء
- لقد اتفقنا بالفعل مع الأطراف المشاركة في تشكيل هذه الحكومة على مبادئ معينة لاستعادة الحقوق التي سلبت منا. لقد طالبنا بشراكة حقيقية.
- المناصب التي تخصنا ولأهل هذه المنطقة يجب أن تعطى حسب نسبة السكان.
- نريد أن نكون شركاء في صنع القرار بشأن القضايا الاستراتيجية في العراق حتى لا تفرض علينا الأمور. إذا كنا جزءا من عراق موحد، فيجب أن يكون لنا كل الحقوق وجميع القرارات وأن نشارك في صنع القرار، وقد أظهرنا نيتنا، وأنا مستعد لزيارة بغداد كلما لزم الأمر، نريد مساعدتهم، لكننا نتوقع منهم عدم انتهاك حقوق الشعب الكردي بعد الآن.
دلاور علاء الدين: أنا متأكد من أن رئيس الوزراء العراقي سیرحب بذلك لأن هذه هي الشراكة التي يريدها. الإقلیم لها تمثيل حكومي في بغداد، لكنە لا يعمل بشكل جيد رغم إنهم يمكنهم فعل أشياء عظيمة. وفي غضون ذلك، هناك عدد من المناصب التي تمثل حصة الإقلیم في حكومة بغداد وتؤثر على القرارات، خاصة في إدارة الحكومة، لكنها تظل شاغرة. إذا لم تتفق الأطراف، هل يمكن لحكومة إقليم كوردستان القيام بملأ الشواغر؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء
- وجود عدد كبير من الكورد في بغداد وفي الحكومة الاتحادية سيعزز العلاقات. يجب على أي شخص من الشعب الكردي يتولى منصباً في بغداد أن يمثل إقليم كوردستان وكل العراق.
- هناك العديد من الوظائف التي تخص أبناء إقليم كوردستان ولم يتم شغلها بعد. للأسف، في الحكومات السابقة، تم إخلاء هذه المناصب بشكل منهجي من الكورد، وطرد الكورد وعُين آخرون مكانهم، والآن يجب شغل هذه المناصب مرة أخرى. لطالما رد أهل إقليم كوردستان على ما تم منعه. إذا كانت أبواب بغداد مفتوحة لإقليم كوردستان وشعبه، فأنا متأكد من أن لدينا العديد من الأشخاص الأكفاء الذين يمكنهم نقل تجربة إقليم كوردستان إلى بغداد ولعب دور فعال في مساعدة الحكومة الفيدرالية في هذه الحكومة.
دلاور علاء الدين: قدمتم بيانكم إلى مجلس النواب، والذي ترجم إلى 56 نقطة إصلاح. لقد عمل أعضاء فريقك على ذلك، لذا نريد الآن أن نرى بشكل حاسم مدى التحسن، والكم الذي ظل على حاله، ومدى التراجع. نحن نعلم أن جائحة كرونا كانت ضربة كبيرة في بلد مثل بلدنا في وقت غير مناسب. انخفضت أسعار النفط إلى ما دون الصفر. لكن الآن ارتفعت أسعار النفط وهدأ الوضع وولی كرونا؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء
- صحيح أننا قدمنا جدول أعمال يتكون من عدة نقاط. هناك تقدم. لسوء الحظ، عندما كان فيروس كورونا أحد المشاكل، عندما تعطلت المؤسسات الحكومية لفترة طويلة، لم نتمكن من تنفيذ أجنداتنا بشكل صحيح. واستمرت مشكلة الميزانية مع حكومة بغداد. لسوء الحظ، لم ترسل حكومة بغداد ميزانية حكومة إقليم كردستان، ومعظم إيرادات حكومة إقليم كوردستان تذهب إلى الرواتب. لم يكن لدينا برنامج وسياسة اقتصادية قوية مع بنية تحتية اقتصادية قوية بالاعتماد على الإيرادات الأخرى. لذلك قررنا تنويع اقتصادنا وعدم الاعتماد فقط على نوع واحد من الدخل. كان أحد البرامج الرئيسية للحكومة هو كيفية تنويع اقتصادنا في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والتعليم والصحة. كنا بحاجة إلى إصلاح جاد، لكن في الواقع، عندما تخوض في التفاصيل، تشعر أن الكثير من الأشياء يجب أن تُبنى من الصفر لم تكن موجودة.
- نحن نحارب داعش منذ فترة طويلة وكانت هناك مشاكل سياسية بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، مما منع الحكومات السابقة من التركيز على بناء هذه البنية التحتية.
- من الأمور التي ذكرتها مسألة الرقمنة التي لا يعرفها الناس ولا یقدرونها الآن، لكن النتائج ستستغرق عدة سنوات. وبالمثل، فإن الاستثمار في الزراعة سيؤتي ثماره في المستقبل القريب. لم ننتهي من الكثير من الأشياء التي بدأناها في الإصلاح الصحي، والتي لا تزال عملية مستمرة، ولم ننتهي من الإصلاحات في التعليم العالي، لكننا نعتقد أننا سنمضي قدمًا خطوة بخطوة.
- تم دفع الرواتب كل شهر في هذە الكابینة لمجلس الوزراء. في بعض الأحيان كان يتأخر ذلك في عدة أشهر ولم نتمكن من دفعها بالكامل، لكننا دفعنا 79٪ أو 80٪ من الرواتب. لذلك استطاعت الحكومة أن تقف على قدميها بعد كل هذه المشاكل والعقبات. لم نقترض شيئاً، وسددنا ملياري دولار من القروض مقدماً. هذا يعني أننا تمكنا من الوقوف على أقدامنا والبدء في مشاريع جيدة والمضي قدمًا.
- سبب آخر هو عدم دعم الأحزاب السياسية لمشروع الحكومة، أي أن الحكومة كانت ينظر إليها على أنها مؤسسة يوجد فيها بعض الناس، والأحزاب شيء منفصل. إذا كانوا جميعًا مهتمين بكيفية خدمة الناس، فيجب أن يكونوا صادقين مع الناس ویصفون الجید بالجید والسئ بالسئ، ويكافئوا الجید ويعاقبوا السئ. لسوء الحظ، بسبب الصراع السياسي، غالبًا ما لا يتم مكافأة الأعمال الصالحة، بل على العكس من ذلك، هناك محاولات لتشويه الحقائق. لم أشاهد الدعم الذي كنت أتوقعه. إذا كانت جميع الأطراف داعمة للحكومة، وتنتقد الأمور إذا أخطأنا، وتوقفنا وتعیدنا إلى المسار الصحيح، فسأشكرهم.
- حاولت أن تكون حكومتنا حكومة خدمية، خالية من الصراع السياسي وموحدة. صحيح أنني أستطيع أن أقول إنها كانت حكومة ملتزمة وناجحة، والأهم من ذلك، لم تجعلنا أي من هذه المشاكل أن نستسلم. على العكس من ذلك، لقد أحرزنا تقدمًا وسنواصل التقدم.
دلاور علاء الدين: عانی جمیع رؤساء الحكومات من نفس المعاناة التي ذكرتها. هذه هي طبيعة وديناميكية سياساتنا وستظل كذلك لأن جميع حكوماتنا ستكون إئتلافیة عریضە القواعد. يمكنك أن ترى من داخل الحكومة كيف يمكن أن تكون السياسة في خارج الحكومة داعمة أو غیر داعمة. في غضون ذلك، ضعف برلمان كوردستان بإستمرار، من دورة إلى أخرى، ولم يلعب دوره التشريعي والرقابي، وهو ليس شريكا جيدا للحكومة. كذلك، يتوقع الناس أنه بعد اندماج الإدارتين، سيتم إضفاء الطابع المؤسسي على الاندماج على المستويين المالي والإداري وسيتعمق يومًا بعد يوم. هل يمكن أن تخبرنا كيف تفعل ذلك؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء
- ذكرت أن هذا البرلمان أو تضعف الإدارة تلو الأخری، وأنا لا أتفق معك. اعتقد ان هذا البرلمان كان فاعلا وناجحا وكان الاكثر مشاركة للحكومة والبرلمان في هذه الحكومة وهذا البرلمان، زار معظم الوزراء البرلمان وشاركوا فيه.
{دلاور علاء الدين: نحن سنختلف في هذا ولكننا سنترک هذا الاختلاف سوف لن نتفق عليه.}
- في موضوع الحوكمة، بذلت جهودًا كبيرة في هذه الحكومة منذ البداية لمعرفة كيفية الإنفاق الحكومي. لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا بدء الإصلاحات الاقتصادية والإدارية في مكان ما. كانت إحدى النقاط هي تقليل الإنفاق الحكومي، ولهذا كان علينا أن نعرف مقدار الإيرادات الحكومية. لقد ساعدنا هذا كثيرًا لأننا عندما كنا في أزمة، كانت عائدات الحكومة منخفضة للغاية، لكننا مع ذلك واصلنا دفع الرواتب.
- تم تقديم شكاوى علی أن كل شيء أصبح مركزيا وأن الإيرادات تأتي إلى خزائن الحكومة. تمت المطالبة بتنزیل السلطات إلى مستی المحافظات والإدارات الذاتية. وافقت وقمنا بنقل السلطات. كانت بعض المحافظات أكثر نجاحًا في إدارة اقتصاداتها وعائداتها من غيرها. بعد ذلك، كانت هناك شكاوى أخرى من أن عائدات بعض الأماكن كانت منخفضة أو أنه تم حظرها. ليست هذه هي القضية. عندما تمنح الحكومة السلطة لجهة ما، يجب أن تتحمل هذە الجهة المسؤولية. تأتي السلطة مع المسؤولية. إذا كنت ترغب في امتلاك اقتصادك المحلي، فيجب أن تكون مسؤولاً عنه.
- لن تتمكن من إدارة الحكومة عن طریق المجاملات. ولكي تكون الحكومة موحدة وناجحة، يجب أن تكون على دراية بكل تفاصيل المنطقة وتدفق عائداتها. هذه مشكلة كبيرة وإذا قمنا بحلها، يمكن حل المشكلات الأخرى بشكل أسهل.
دلاور علاء الدين: من الجيد أنه يتبع فريق الحكومة السياسات كفريق واحد، على الرغم من قدومه من أحزاب مختلفة، وبالتالي فإن حكومة إقليم كوردستان لديها قدرة أكبرعلى العمل والتنفيذ من بغداد. بالطبع هناك آراء مختلفة وأنت عبرت عن رأيك، وللآخرين رأيهم. تُعرف الحكومة برئیسها. لا أحد يتذكر من كان الوزراء قبل عشرين عاما، لكنهم يعرفون من كان رئيس الوزراء. هذه مسؤولية ضخمة. عندما يتعلق الأمر ببيئة الاستثمار في كوردستان، هناك العديد من السفراء هنا وغالبًا ما نجري نقاشات محتدمة، وهم قلقون من تدهور مناخ الاستثمار في العراق وعدم ظهور عمالقة الشركات العالميين وعدم وجود شركات عراقية كبيرة تقدم الجودة المرجوة. في كوردستان، أتيحت لهؤلاء العمالقة الفرصة للمجيء، لكنهم لا یعجبهم الوضع. حتى الآن، لا يستطيع السفراء إقناع شركاتهم الكبرى بالقدوم إلى الإقلیم، فهم بحاجة إلى مساعدتكم لخلق هذا الجو. ما التأكيدات التي تعطيها أن المستثمرين الأجانب سيأتون؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء:
- لقد حاولنا نحن حكومات إقليم كوردستان في هذا المجال. كان هناك قانون في إقليم كوردستان الذي كان داعماً للمستثمرين للغاية، وخاصة المستثمرين الأجانب، واستثمروا وفقاً لذلك. لزيادة جذب المستثمرين الأجانب ومساعدة المستثمرين المحليين، قمنا بتعديل بعض أحكام القانون. يعد الأمن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل إقليم كوردستان دائمًا مكانًا أكثر ملاءمة من أجزاء أخرى من العراق بسبب الوضع الحالي.
- فيما يتعلق بمسألة الثقة في السلطات والحكومة، أظهرنا بموجب القانون التزام الحكومة والسلطات بالاستثمار وكيف يمكن للمستثمر حماية ممتلكاته وأصوله وكیف تدعمه الحكومة. كما تم تسهيلها في العديد من المجالات الأخرى، مثل الإعفاءات الضريبية وأشياء أخرى كثيرة. اتخذت حكومة إقليم كوردستان العديد من الخطوات الإيجابية لجذب الاستثمار هنا. یمكن إستخدام إقليم كردستان كبوابة لأجزاء أخرى من العراق، حتى لا يضطر المستثمرون الأجانب إلى الانتظار حتى يتحسن العراق بأكمله. سيؤدي ذلك إلى تحسين الوضع في العراق وسيساعد الوضع الأمني والسياسي. وكلما تحسن الاقتصاد في بلد ما كلما كان الوضع الأمني أقوى وكلما زادت القرارات السياسية، لذلك نحن في إقليم كوردستان مستعدون للاستفادة من هذه الجلسة (في هذا الملتقی) للاستثمار في كوردستان
دلاور علاء الدين: معظم المستثمرين يستمعون وبعضهم من المستثمرين المحليين موجودن ونطلب منهم الهمة. أما أكبر عائق أمام الاستثمار، والذي ذكرناه مرة أخرى، فقلنا إذا سألت المستثمرين سيقولون إن هناك ثلاث معوقات: الأول الفساد، والثاني الفساد، والثالث الفساد! لذلك علينا أن نظهر أنه قد تم إحراز تقدم في هذا المجال. بالإضافة إلى احتكارات الشركات الكبرى، تم اليوم أيضًا إحتكارات في الشركات المتوسطة والصغيرة التي تعد مهمة لتفعيل دور الشباب والاستثمار في الأفكار الجديدة والفرص الجديدة. لذا أخبرنا عن التقدم.
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء
- كما ذكرنا عدة مرات، فإن قضية القضاء علی الفساد، أو بالأحرى الحد منە، ليست مجرد عبارة عن تقديم الفاسدين للعدالة ومعاقبتهم، بل يجب أن يكون النظام منظمًا حتى لا تكون هناك فرصة للفساد. لقد اتخذنا خطوات جيدة للغاية في جعل جميع الخدمات المقدمة في حكومة إقليم كوردستان شفافة. على سبيل المثال، يتم الآن شراء الاحتیاجات من قبل أي وزارة عبر الإنترنت ويتسم بالشفافية. هناك لجان من الخبراء المختصین لمتابعة العملیة. يجب أن يكون هناك عقاب لمن يخالف القانون أو يرتكب الفساد. يجب أن يكون هناك عقاب لمن يخالف القانون أو يرتكب الفساد. لذا فإن مسألة تنظيم النظام هي النقطة التي أدافع عنها كثيرًا. إن محاربة الفساد هي إعادة بناء النظام وتصحيحه، وقد قمنا بعمل جيد واتخذنا خطوات جيدة.
- لسوء الحظ، يذهب معظم دخلنا في إقليم كردستان إلى الرواتب، ولا يترك سوى القليل لبناء المشاريع أو لمساعدة الشباب الذين يرغبون في بدء أعمالهم التجارية الخاصة. قريبا جدا سوف نعلن عن مؤسسة لتشجيع الابتكار ودعم الآراء والمساعدة التجارية لهؤلاء الشباب. وهذا من خلال خلق فرص عمل تدريجيًا سيمكن القطاع الخاص من التطور والنمو. هذا يساعد الحكومة بشتی الطرق من خلال منع الناس من البحث عن عمل في المؤسسات الحكومية التي لا يمكنها استيعاب الجميع.
- من أجل تشجيع نمو وتطور القطاع الخاص، يجب أن نضمن الضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية. لقد درسنا في مجلس الوزراء والبرلمان كيفية تعديل هذا القانون حتى يتمكن القطاع الخاص من المضي قدما. هذا جزء مهم من خلق نوع الاقتصاد الذي سیرفع إقليم كوردستان إلى مرحلة أكثر تقدما.
- يعتبر النظام المصرفي من المشاكل الرئيسية، فمعظم المستثمرين الذين يأتون إلى المنطقة يعانون من مشاكل في التعامل مع البنوك، ولكن البنوك تخضع لسيطرة مركزية من قبل الحكومة الفيدرالية. لقد طلبنا من أحد البنوك الوطنية في إقليم كردستان، وهو فرع من البنك المركزي العراقي، القيام بذلك، وعملنا أيضًا مع بنوك القطاع الخاص الأخرى. لدينا برنامج سيؤتي ثماره في الأشهر أو السنوات القليلة القادمة.
دلاور علاء الدين: يولي المجتمع الدولي اهتماما كبيرا لحرية التعبير ومستقبل حكومة إقليم كردستان، والتي ينبغي أن تكون مثالا ساطعا للشرق الأوسط. هناك قلق. أعلمنا منكم إلى أي مدى تعتبر هذه القضية دليلاً وعمل السياسات والأحزاب في السلطة.
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء
- أود أن أوكد لك من أنني أؤيد حریة الرأيي بكل الطرق، هذا ليس شيئًا إضافيًا، أؤمن بذلك من حيث المبدأ. لقد أجرينا العديد من المناقشات مع الصحفيين. كانت تعليماتنا للحكومة هي إجراء المزيد من الاتصالات وتزويدهم بالمعلومات الضرورية التي يطلبونها من وسائل الإعلام. لكنها مسؤولية مشتركة، مما يعني أننا جميعًا مواطنون في هذا البلد، ويجب أن نشعر جميعًا بمسؤوليتنا المهنية. يجب على كل من يريد أن یساعد مهنتە وحكومتە أن يعرف ذلك. لذلك أنا أؤيد 100٪ أن يقوم كل فرد بعمله بشكل احترافي، وسوف نساعدهم وندعمهم بكل الطرق ونتمنى لهم التوفيق.
دلاور علاء الدين: عندما يعقد الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني أو الأحزاب الأخری مؤتمراتهم، یهتم الناس بها لكي یعلموا باستراتيجياتهم، والی ای اتجاه یقودون الاقلیم. هذه المرة الباب مغلق في مؤتمر حزب الدیمقراطی الکردستانی (الذی یقام بعد يومين) ولم تعقدوا أي مؤتمر منذ اثني عشر عاما. لقد مرت كوردستان بأحداث كبيرة جدا في هذا الزمن. هل يمكنك إخبارنا بما تتوقعه من المؤتمر وما الوضوح الذي ستعطيه للشعب؟
ملخص جواب رئيس مجلس الوزراء
- حزب الدیمقراطی الكوردستاني، كحزب كوردي أصيل، هو حركة تحرير كوردستان، وليس مجرد حزب لمنطقة أو طبقة معينة. هو حزب بمظلة واسعة، ويوجد في كوردستان أناس من جميع الأديان والجنسيات وقد عقد المؤتمرات. كان من أسباب تأجيل هذا المؤتمر للحزب االدیمقراطی الكردستاني هو الحرب ضد داعش. للأسف أدى الاستفتاء والأحداث التي أعقبت الاستفتاء إلى تأجيل المؤتمر. بالنسبة لنا سيستمر حزب الدیمقراطی الكردستاني كحزب رئيسي لتطوير وتعزيز الديمقراطية والازدهار والدفاع عن الأرض والوطن. قد تكون أشياء أخرى جزءًا من التغييرات التي يتم إجراؤها.
دلاور علاءالدین: “والله زينتها بشكل جميل ولم أحصل على شيء یذكر”
ونتيجة لأسئلة وأجوبة المشاركين نقل رئيس مجلس الوزراء الرسائل التالية:
- بالنسبة لمسألة أراضي الفلاحين في كركوك وعودتهم إلى أصحابهم من الكورد، فهذه مسألة قانونية وليست سياسية في طبيعتها بحسب الدستور، لكن مشكلتنا مع بغداد سياسية وليست قانونية. يجب أن تكون هناك إرادة سياسية لحل القضايا القانونية. هذه الإرادة لم تكن موجودة.
- بالنسبة لعلاقات إقليم كوردستان مع بغداد، فهي لم تكن جيدة من قبل ولم تكن هذا ذنبنا. نحن كحكومة إقليم كوردستان نطالب دائمًا بأفضل العلاقات الممكنة مع بغداد. شاركنا في تشكیل نواة الجيش العراقي الذي كان يتألف 28٪ منە من الكورد. لكن تم تخفيض نسبة الكورد في الجيش العراقي بشكل منهجي وعلى مدى فترة زمنية طويلة إلى أن وصل الی أقل من 2٪. كل المناصب الكردية المهمة في بغداد انتزعت منا وطرد الكورد من بغداد. لم يكن الأمر بسبب أننا لا نريد علاقات جيدة مع بغداد، بل لأن بغداد لم تكن تريد أن تستمر العلاقات الجيدة معنا. إذا فتحت هذه الحكومة أبوابها واحتضنتنا، فإننا نتطلع إلى إقامة أفضل العلاقات مع حكومة بغداد.
- بخصوص ضغوط بغداد على قرار المحكمة الاتحادية بشأن عائدات النفط والغاز: لقد تحدثنا بالفعل مع رئيس الوزراء. لدينا تفاهم لوقف هذا الضغط حتى نعمل سويًا لصياغة قانون جديد للمحروقات ثم نقدمه إلى البرلمان وسيكون قانون الهيدروكربونات الجديد حلاً وديًا للقضية برمتها. آمل أن یحترموا التفاهم وآمل أن نتوصل إلى حل طويل الأمد.