Back

السلطة المحلية الإسلامية والقبلية في صمود المجتمع

دور السلطة المحلية الإسلامية والقبلية في صمود المجتمع: البوسنة، سوريا، وإقليم كوردستان العراق

يستكشف هذا البحث المقارن كيفية تأثير قادة المجتمع المحلي التقليديون على القدرة المحلية على الصمود في مواجهة تهديدات التطرف العنيف الذي غالباً ما يزدهر في الدول المجزأة والضعيفة. وبالاعتماد على بحث ميداني من غرب البلقان وكوردستان العراق وشمال شرق سوريا، يحلل المؤلفون ما إذا كانت السلطات التقليدية، مثل الشخصيات الدينية وزعماء القبائل، قادرة على مواجهة صعود الأيديولوجيات المتطرفة العنيفة، لا سيما تلك التي تروج لها جماعات التطرف العنيف مثل داعش. وفي حين أن الزعماء التقليديين يمكن أن يكونوا بمثابة قوى لتحقيق الاستقرار، إلا أن فعاليتهم تعتمد إلى حد كبير على الهياكل الاجتماعية والسياسية الأوسع نطاقاً.

ففي غرب البلقان، كان لإضفاء الطابع المؤسسي على الإسلام الحنفي المعتدل والمشاركة الاستباقية للأئمة والمفتين دور حاسم في كبح جماح الخطابات المتطرفة. فهؤلاء القادة يتصدون للأيديولوجيات المتطرفة سواء خارج الإنترنت أو عبر الإنترنت، ويحمون مجتمعاتهم من التأثير المتطرف العنيف، ويعززون نسخة متسامحة ومتجذرة ثقافيًا من الإسلام. وقد حظي عملهم بدعم من هياكل الدولة المستقرة نسبيًا وثقة الجمهور، مما مكنهم من عزل الجهات المتطرفة والحفاظ على التماسك الاجتماعي. في كوسوفو والبوسنة والهرسك، اتخذت المؤسسات الدينية خطوات جريئة، بما في ذلك تعديل المناهج الدراسية والاستفادة من وسائل الإعلام، لبناء القدرة على الصمود في مواجهة التطرف العنيف.

وفي المقابل، تقدم كوردستان العراق صورة أكثر تعقيدًا. فقد أضفت حكومة إقليم كوردستان الطابع المؤسسي والمركزي على السلطة الدينية وشجعت شكلاً من أشكال” الإسلام الكوردي“ الذي يجمع بين القضية القومية الكوردية والمعتقدات التقليدية. كما تم دعم الشخصيات السلفية الهادئة، بشكل مشروط، لمنع التطرف العنيف ذي الدوافع الدينية. وفي حين أن هذه الاستراتيجية ساعدت في الحد من عدد المجندين الكورد في تنظيم” داعش“، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن الآثار طويلة الأجل المترتبة على تمكين الأيديولوجيات المحافظة تحت رعاية سياسية.

وفي الوقت نفسه، في دير الزور بسوريا، فشل زعماء القبائل إلى حد كبير في منع صعود الجماعات الجهادية. فقد أضعفت السلطة التقليدية التي أضعفتها عقود من تلاعب الدولة وطغى عليها أمراء الحرب والانتهازيون الاقتصاديون. وتشرذمت القبائل وسط صراعات على الموارد وتحالفات مع الفصائل المتطرفة. وسمح هذا الفراغ لداعش بالاستفادة من المظالم المحلية. وعلى الرغم من محاولات إحياء التماسك القبلي، افتقرت الشخصيات القيادية إلى الشرعية أو الوحدة لمواجهة التطرف بفعالية. وبشكل عام، يحاجج هذا الفصل بأن السلطة التقليدية وحدها لا تستطيع مقاومة التطرف العنيف ما لم تكن مدعومة بمؤسسات قوية وشاملة وثقة المجتمع المحلي.

انقر هنا لفتح وتنزیل الفصل الكامل باللغة الانجليزية.

Comments are closed.