Back

عراق مستقر من أجل الشرق الأوسط المستقر: موضوع المنتدى وإطاره

لمشاهدة فيديو هذا العرض التقديمي، انقر هنا.

يأتي منتدى هذا العام بعد أسبوعين من الانتخابات العامة العراقية. في جو إيجابي ومتفائل، هناك أنشطة سياسية مستمرة لتشكيل حكومة جديدة في بغداد. كما يأتي بعد عامين من اندلاع احتجاجات تشرين للتعبير عن المظالم ضد الحكومات السابقة. وبعد عامين من ظهور أول حالة من حالات كوفيد-19 التي أعقبها وباء عالمي غير مسبوق. في عام 2020، تم إغلاق البوابات الاجتماعية والاقتصادية العالمية، ولكن الأنشطة السياسية والتنافس على المصالح لم يتباطأ في أي جزء من العالم، وخاصة في الشرق الأوسط. شكلت جائحة كوفيد ضربة قوية للاقتصاد العالمي، ولكن البلدان التي لديها نظم حكم واقتصادي قوية وحكوماتها فعالة، تمكنت من التعافي قبل البقية ولم تفقد أبدا مركزها القيادي. بل واستغل العديد من هؤلاء الوباء كفرصة لإصلاح نظمهم الاقتصادية والصحية.

ولم يكن العراق أحد هذه البلدان. وحتى الآن، لم تستفد كثيرا من الأزمة. بل على العكس من ذلك، أصبحت نقاط ضعفها أكثر كشفا. وفي الوقت الراهن، وصلت نقاط الضعف في مؤسسات الدولة، وهيكل نظام الحكم، وقابلية تنفيذ الدستور، وحالة الأمن، وتوفير الخدمات العامة – إلى مستويات من الضعف أصبحت في حد ذاتها محركات مستقلة لعدم الاستقرار. وفي مشروع بحثي، قمنا في مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث بدراسة مستفيضة عن نقاط الضعف الهيكلية والوظيفية في نظام الإدارة، نشرناها في حزيران من هذا العام، وهي متاحة لكم هنا في هذا المؤتمر. وقد قدمنا اقترحات سیاساتیە  في هذا التقرير بشأن كيفية تعزيز مؤسسات الدولة من أجل تعزيز الدولة ونظام إدارتها.

إن العراق بلد هام جدا لجيرانه وللمجتمع الدولي. ويمكن للعراق الذي يتمتع بالفعالیة والرخاء والاستقرار أن يسهم إسهاما كبيرا في الحفاظ على توازن القوى، ومساعدة الجيران، وتعزيز الاستثمار الدولي في المنطقة. ومن ناحية أخرى، فإن هشاشة الدولة وعدم الاستقرار في العراق سيمهدان الطريق لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط بأسره، والتطرف العنيف، وانتشار الإرهاب، وزيادة عدد النازحين، وضياع الفرص الاقتصادية والتجارية. لذلك، من مصلحة الشعب العراقي والبلدان المجاورة وبقية العالم التأكد من استقرار العراق.

غير أن الاستقرار في العراق لا يتحقق تلقائيا أو طبيعيا. وفي الواقع، عندما يترك العراق للطبيعة، سيواصل طريقه الحالي نحو الاضطراب. إن إنقاذ العراق يتطلب رؤى واستراتيجيات وخرائط طريق جيدة التصميم. وحتى الآن، وفي خضم القوى الإقليمية والعالمية، أصبح العراق مسرحا لمنافسات القوى والمصالح المتنافسة، وفي هذه العملية، أصبح العراق ضحية عادية وليس لاعبا.

إن التنافس الإقليمي والعالمي على القوى مستمر منذ مئات السنين. ومع ذلك، فقد أصبح هذا التنافس اليوم طاحونة مدمرة أصبحت تفكك البلدان التي كانت ضعيفة بطبيعتها. لقد فشلت دول كثيرة في جوارنا أو أصبحت هشة لدرجة أنها فقدت قدرتها على اتخاذ قراراتها بنفسها. العراق هو واحد من هذه البلدان ويجب على القادة المنتخبين مواجهة هذه الحقيقة ومن مسؤوليتهم عكس الاتجاه التنازلي.

كما يجب على القوى الإقليمية أن تدرك أن استقرار العراق مهم لأمنها القومي، وبالتالي فهي بحاجة إلى مراجعة سياساتها والبدء في التعامل مع العراق كشريك لا غنى عنه وليس كمصدر للتهديد الأمني. ويجب أن يفكروا في إيجاد توازن جديد للقوى وأن يشكلوا نظام إقليمي جديد، بحيث لا يكونون هم الفائزون الوحيدون. وبدلا من ذلك، ينبغي أن يستفيد كل مجتمع محلي في المنطقة ويشعر بسيادته. توازن يمكن أن يعزز الاستقرار والتعايش السلمي والأعمال والنمو.

وتقع مسؤولية تحقيق الاستقرار في العراق في المقام الأول على عاتق القادة العراقيين، لكنهم بحاجة إلى دعم إقليمي ودولي. وفي الواقع، لا يمكن لأي من القوى العالمية أو الإقليمية أو المحلية تحقيق الاستقرار أو إقامة نظام جديد للشرق الأوسط دون التعاون الكامل من جميع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين. ولذلك، فإن اتفاق أصحاب المصلحة هؤلاء على الرؤى المشتركة وخارطة طريق الاستقرار يحتاج إلى نقاش جاد بين صانعي السياسات والقادة السياسيين، في بيئة أكاديمية ومحايدة. وهذه متاحة في منتدی میري.

سيداتي وسادتي، هدفنا وأملنا هو أن تستغلوا هذه الفرصة خلال اليومين القادمين للدخول بعلنیة وبصراحة وبطريقة انتقادية ذاتية، في مناقشة سياساتية بناءة. وذلك لتقییم التجارب الحديثة ومناقشة البيان المستقبلي حول كيفية دفع عمليات بناء الوطن والدولة، وإضفاء الطابع المؤسسي على العراق، وكيف يمكن تحويل الدستور العراقي إلى خارطة طريق للسيادة. وعلى هذا النحو، أيها الضيوف الأعزاء، تم تشكيل جلسات هذا العام في منتدى ميري على أساس هذه الأطر والسياقات، لمناقشة القضايا الملحة والأساسية، ولتقدير الوضوح للناس، ولضمان تبادل رؤى القادة لإيجاد حلول.

يتناول الجلسة الأولی المشهد الجديد بعد الانتخابات والتحديات التي تواجه إنشاء حكومة ناجحة وفعالة تجعل الشعب العراقي الفائز الأول.

والجلسة الثانية يشارك فيها شركاء العراق الدوليون، الذين يعتبرون الاستقرار وبناء الدولة في العراق أولوية، وقد دعموا العراق لسنوات. لقد جمعوا معنا الكثير من الخبرة ويعرفون ما هي الحواجز التي تحول دون التقدم ومساعدة العراق على النجاح، ويعرفون ما هي الفرص التي تأتي.

أما الجلسة الثالثة فتناقش التحديات والفرص التي يواجهها العراق وإقلیم كوردستان في منطقة معقدة. سنسمع من كبار القادة كيف ينظرون إلى ديناميكيات القوی المحلية والإقليمية والعالمية وما هي رؤيتهم للتأكد من استقرار العراق وإقليم كردستان على الرغم من التنافس الشديد بين القوى المتنافسة من حولنا.

في أبحاثه ومنشوراته، يولي مؤسستنا أهمية خاصة لفهم سياسات القوة الإقليمية، بما في ذلك تركيا وإيران، والقوى العالمية بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية. وفي الجلستین الرابعة والخامسة، سيتم التعبير عن سياسات هذە القوی من قبل ممثليها الدبلوماسيين في العراق ومناقشتهم معكم جميعا. وترى منظمة الشرق الأوسط للبحوث أن من المهم لشعوب هذه المنطقة أن تفهم رؤى وسياسات هذه القوى وتحثها على الدخول في حوار بناء بينها بهدف تحقيق الاستقرار وإقامة توازن جديد في الشرق الأوسط، مع أخذ الواقع الحالي وديناميات القوة المعقدة في الاعتبار.

وتكرس الجلسة السادسة جهودها لقضية الوحدة السياسية للأحزاب في إقليم كردستان، سواء في الداخل أو في بغداد. كيف تتأكد الأحزاب التي لديها ممثلين في الحكومة الاتحادية والبرلمان من أن تأثيرها معا أكبر من مجموع أعضائها الأفراد. كيف يمكنهم التأكد من أن تلك القضايا والأجندات الاستراتيجية التي يعتبرها شعب إقليم كردستان مهمة تتحول إلى أولويات في بغداد، وخلال الشراكة مع ممثلين آخرين من بقية العراق تصبح أكثر فعالية وبناءة وأصواتهم مسموعة بشكل أفضل.

وتنظر الجلسة السابعة إلى حالة القطاع المصرفي، الذي يشكل محركا هاما لإنعاش الاقتصاد. والواقع أن هذا القطاع يمكن أن يصبح العمود الفقري لاقتصاد متنوع. وسوف نسمع من قادة البنوك وصانعي السياسات المالية كيف يمكنهم إصلاح هذا القطاع بطريقة يمكن للناس ونخبة رجال الأعمال الصغيرة والمتوسطة والكبيرة أن يثقوا في المؤسسات المصرفية. وبعدها سنسمع في الجلسة الثامنة عن خطط وسياسات حكومة إقليم كوردستان لمستقبل الحوكمة والاقتصاد في الإقلیم، ونرى كيف يمكن للجميع المساعدة في إنجاح الحكومة.

لقد قلنا دائما، وهنا نقولها مرة أخرى، هذا النوع من المنتديات له أهمية كبيرة وآثار كبيرة. يمكن لكل شخص هنا، من مواقعه المختلفة، التأثير على عملية صنع القرار. ومن خلال مبادراتكم، يمكن للمرء أن يمهد الطريق لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وتعزيز سيادة القانون، وإقامة حكم رشید. ويجب أن نأسس عملية الحوار وحل المشاكل والتعايش السلمي. منتديات مثل هذه سوف تضيف دائما إلى الحوافز ويمكن أن تكون عونا.

وأخيرا، لا بد لي من أن أعرب عن تقديري وشكري لجميع الأشخاص والهيئات الذين ساعدوا في نجاح هذا المنتدى في تحقيق الفائدة الكبرى لشعبنا وأرضنا وبلدنا. هناك العديد من الناس الذين يجب أن أشكرهم، ولكن شكرا خاصا لزملائي في MERI وفريق المتطوعين على عملهم الشاق ليلا ونهارا.

  • وأشكر جميع المتكلمين الذين وافقوا على المشاركة وأشكركم جميعا على حضوركم.
  • وأشكر فرق البروتوكول في مجلس الوزراء ورئاسة إقليم كردستان على المساعدة اللوجستية وتسهيل نقل الضيوف الخارجية. أشكر الشرطة والآسايش على توفير الأمن.
  • شكر خاص جدا لداعمي هذا المنتدى، بما في ذلك:
  • الرعاية الإعلامیة، ولا سيما شبكة روداو الإعلامية وجميع موظفيها الذين عملوا معنا بإخلاص ونكران للذات منذ البداية. أشكر شبكة العراقية الإعلامية على شراكتها وعلى بث ونشر مداولات المنتدى لجمهور الناطقين باللغة العربية.
  • أشكر الرعاة الأكاديميين الذين ساعدونا بالمنحة الأكاديمية التي تساعدنا على تنظيم مثل هذا المنتدى وإجراء أبحاثنا. وأشكر على وجه الخصوص كونراد أديناور ستفتونغ الألماني و صندوق المنح الأكاديمية في السفارة الأمريكية في بغداد.
  • أشكر الرعاة من القطاع الخاص، بما في ذلك مجموعة فالكون وعالم الإمبایر، ورابطة المصارف الخاصة العراقية، ومصرف الإقلیم التجاري، وبنك جيهان. وأخيرا أشكر فندق روتانا على استضافتنا وتقديم خصومات خاصة.

.لمشاهدة فيديو هذا العرض التقديمي، انقر هنا

Comments are closed.