Back

منع التطرف العنيف في البلقان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

مورتن بووس

يعتبر تعزيز الإعتدال والمرونة المجتمعية أمرًا حيويًا للوقاية من التطرف العنيف. ويتطلب الإمر اتباع نهج دقیق ومدروس بعد مراجعة شاملة للسياسات السابقة. وهذا هو الهدف من مشروع ” منع التطرف العنيف في البلقان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.  هذا مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، ينفذه 15 مركزًا للأبحاث الدولية في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبلقان. مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث هي شريكتنا في العراق.

قام الاتحاد الأوروبي بمراجعة سياساته الخاصة بمكافحة الإرهاب عدة مرات منذ عام 2001. ومع ذلك، لا يزال التأثير المدمر للتطرف العنيف يلقي بظلاله ويولد صدمات سلبية عبر الحدود الدولية. يبقى السؤال الأساسي هنا: لماذا نجد بعض المجتمعات أكثر عرضة لتجربة التطرف العنيف من غيرها؟ الإجابة علی هذا السؤال هي الهدف الشامل لمشروعنا التعاوني الجديد الممول من الاتحاد الأوروبي، بعنوان “منع التطرف العنيف في البلقان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا” (مختصرە PREVEX )، والذي تم تصميمه لفك رموز الديناميكيات الاجتماعية والسياسية للبيئات التمكينية للتطرف العنيف. يمكن لواضعي السياسات تبني نهج أفضل وأكثر فاعلية لمنع التطرف العنيف إلى حد كبير من خلال تعزيز المرونة المجتمعية.

مع التركيز على منطقة البلقان والشرق الأوسط الأوسع، بما في ذلك العراق، سنقوم بإجراء دراسات حالة متعمقة ومراعية للسياقات من إجل مقارنة البیئات التي يحدث فيها التطرف العنيف مع تلك التي لا تحدث فیها. وسيتم التركيز بشكل خاص على كيفية تعزيز المرونة من خلال التحقيق في عدم حدوث التطرف العنيف في بعض “البيئات المواتية والتمكينية”.

يركز مشروع PREVEX على خمسة أهداف أساسية لتحسين أساليب منع التطرف العنيف:

١)  توفیر فهم دقيق للتطرف العنيف. على الرغم من انتشار مفهوم التطرف العنيف في الخطابات الأمنية، إلا أنه يفتقر إلى تعريف دقيق. في ضوء ذلك، كيف يمكننا منع التطرف العنيف بشكل فعال دون فهم واضح لطبيعة الظاهرة وعلاقتها بالإرهاب؟ قد يؤدي هذا القصور في النهاية إلى نتائج عكسية من حيث وصفات سياساتیة. هذا الوضوح ليس مهمًا فقط للأغراض الأكاديمية، ولكن أيضًا للسياسات نفسها الموضوعة لمنع التطرف العنيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة البلقان.

٢)  رسم إطار “البيئة التمكينية”. نحن نعرّف “البيئة التمكينية” على أنها منطقة يخلق فيها مزيج من العوامل المختلفة موقفًا ملائمًا حيث من المحتمل أن تكون التعبيرات عن التطرف العنيف. يرتكز هذا الإطار التحليلي على ثلاث سمات رئيسية: اللحظات الحاسمة؛ حالات حدوث وعدم حدوث التطرف العنيف؛ وتأثير التدابير الوقائية.

الحظات الحاسمة: في حين أن التطرف الأيديولوجي أو خطاب الكراهية أمر شائع، فمن الأهمية بمكان أن نفهم بشكل أفضل اللحظات التي تتحول فيها إلى التطرف العنیف.

الحدوث وعدم الحدوث: نولي اهتمامًا خاصًا لحالات عدم حدوث التطرف العنيف في “البيئات التمكينية”، ونسأل، لماذا تُظهر بعض المجتمعات قدرًا أكبر من المرونة تجاه أيديولوجيات التطرف العنيف أكثر من غيرها؟ ما هو الدور الذي يلعبه قادة المجتمع المحلي، بما في ذلك القادة الدينيون؟ غالبًا ما يكون فهم سبب عدم حدوث العنف أكثر صلة بتعزيز المرونة وتصميم تدابير وقائية، من فهم سبب حدوثه.

التدابير الوقائية: افتراضنا هو أن المفتاح لتحديد التدابير الوقائية الفعالة يتطلب فهمًا أفضل لكيفية عمل الدوافع المختلفة للتطرف العنيف، ولماذا يتصاعد هذا النمط إلى عنف في بعض الأماكن ولكن ليس في أماكن أخرى.

٣) ربط الديناميكيات المحلية والعالمية. شكل التطرف العنيف الذي نواجهه في البلقان ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع هو شكل محلي، لكن له صلات عالمية. نحن بحاجة إلى التمييز بين الروابط المحلية والعالمية حيث تتنقل الجماعات عن قصد وبشكل هادف واستراتيجي لتصبح علامة تجارية نشطة في شبكات عالمية أكبر من الأيديولوجية المتطرفة (على سبيل المثال ، القاعدة أو داعش) ، وتلك التي تستخدم بشكل أساسي مثل هذه الاستراتيجيات مثل ممارسة العلامة التجارية، لتبدو أكثر قوة وعالمية وقدرة مما هي عليه.

٤) فهم السلطات المتنافسة. نظرًا لأن العديد من الناس في البلقان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعيشون في دول هشة، حيث تفتقر الحكومات إلى القدرة أو الرغبة في رعاية مواطنيها وحمايتهم، فإن الكثيرين ينظرون إلى الدولة على أنها ليست بخير، وأنها مختلة وفاسدة. يؤدي هذا إلى مظالم ضد الدولة يتم استغلالها من قبل “رواد الأعمال العنيفين” الذين يستخدمون الأيديولوجيات والخطابات المتطرفة.

٥) تعزيز فعالية التدابير الوقائية. في حين أن النهج التصاعدي لـ PREVEX سيعزز البحث بشكل جذري حول استراتيجيات التطرّف العنيف والوقاية، فإن توصيات السياساتیة التي تظهر نتيجة لذلك ستوفر فهمًا أفضل لكيفية منع التطرف العنيف على أفضل وجه، فضلاً عن كيفية تحسین قدرات كل من الاتحاد الأوروبي والبلدان الشريكة في هذا المجال.

في هذا المشروع الطموح، يعد مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث واحدًا من خمسة عشر منظمة شريكة، ممولة من برنامج Horizon 2020  للأبحاث والابتكار التابع للاتحاد الأوروبي، بموجب اتفاقية المنحة رقم 870724. بصفتي الباحث المنسق فيPREVEX ، أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تقديري لشراكتنا مع مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث والعمل الرائع الذي قام به باحثو المؤسسة ليس فقط من أجل PREVEX ، ولكن أيضًا في مشاريع أخرى حيث تعاونت NUPI و MERI خلال الخمسة أعوام الماضية.

المراكز المشاركة في إنجاز مشروع  PREVEX

Norwegian Institute of International Affairs

University of Copenhagen (Denmark)

University of Leipzig (Germany)

St’Ana School of Advanced Studies (Italy)

European University Institute (Italy)

Centre for International Research (France)

Centre for European Policy Studies (Belgium)

Centre for Advanced Studies (Bulgaria)

Belgrade Centre for Security Studies (Serbia)

Atlantic Initiative (Bosnia and Hercegovina(

Group of Legal and Political Studies (Kosovo)

Institute for Democracy and Mediation (Albania)

al-Akhawayn University (Morocco)

Alliance for Rebuilding Governance in Africa (Senegal)

The Middle East Research Institute (Iraq).

انقر هنا لتنزيل ملخص سياساتي PDF.

Comments are closed.