Back

العراق وإقلیم كوردستان في محیط معقد

 الجلسة الثالثة: العراق وإقلیم كوردستان في محیط معقد

  • نیچیرڤان بارزانی، رئیس إقلیم كوردستان العراق
  • بلال وهاب، باحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى (مدیر الجلسة)

انقر هنا لعرض تسجيل الفيديو لمناقشات الجلسة الثالثة في منتدى الشرق الأوسط ٢٠٢١.

في هذه الجلسە، نوقشت القضايا والتحديات الرئيسية التي تواجه العراق وإقليم كوردستان العراق مع نيچيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان العراق، وشملت الانتخابات الأخيرة في العراق، والعلاقات بين أربيل وبغداد، وعلاقات إقليم كوردستان العراق مع الدول المجاورة. وأدار الجلسة بلال وهاب، الذي بدأ بمسألة الديمقراطية في العراق والانتخابات الأخيرة في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

يعتقد نيچيرفان بارزانى ان الانتخابات العراقية الاخيرة كانت افضل انتخابات من حيث التقنية والتقلیل من ظاهرة تزوير الاصوات. وأضاف: “كان مستوى المشاركة منخفضا في جميع أنحاء العراق، وكانت هذە رسالة واضحة من الشعب إلى السلطات بأنهم غير راضين عن نظام الحكم وأنه يحتاج إلى تحسين. آمل أن ننظر جميعا إلى هذا الأمر على أنه فرصة لتحسين أنفسنا في جميع المجالات”.

وأشار بارزاني إلى أن الديمقراطية ليست سلة هدايا يمكن جلبها من الخارج ومنحها للشعب. واضاف “في رأيي ان العراق لا يزال في المرحلة الانتقالية، وهذه الفترة الانتقالية يجب ان تكون افضل. لا يمكننا أن نقول أن كل شيء في هذا البلد يمكن تحسينه بين عشية وضحاها…. لا يزال الناس في العراق يؤمنون بالعملية السياسية وأن الانتخابات يمكن أن تحقق التغيير…. ولكن الخوف الكبير هو أنه عندما يفقد الناس الأمل ويعتقدون أن الانتخابات لا تغير أي شيء. وأعتقد أن هذا هو الوقت الذي سيحدث فيه رد فعل كبير من الشعب”. واشار بارزانيالى ان الجيل الجديد من العراقيين يريد ان يكون له مستقبل افضل وفرص عمل اكثر وخدمات افضل وظروف حياة افضل.”

وأوضح نيچيرفان بارزاني أن الأحزاب السياسية الكردية وحكومة إقليم كوردستان قد شاركت في العملية السياسية في العراق الجديد بعد عام 2003 وساهمت في استقرار البلاد ورفاهها وأمنها، إلا أن الحكومة المركزية لم تنفذ العديد من القوانين في الدساتير. “80٪ من العراقيين صوتوا لصالح الدستور، وذهبنا جميعا إلى بغداد مع العديد من الأمنيات والتطلعات. بعد 18 عاما يسأل الناس أنفسهم، هل تم تنفيذ هذا الدستور؟ الجواب هو لا”.. وأشار بارزاني إلى أن إقليم كوردستان العراق يطالب بغداد بحقوقه الدستورية بينما يقبل التزاماته وحقوقه. لذا، يجب تنفيذ الدستور من أجل تحقيق الاستقرار في العراق.

وذكر أن “العقلية المؤيدة للتمركز لا تزال مهيمنة في بغداد”، ويعتقد أن “سنة العراق يخشون المستقبل باستمرار. يتحدث الشيعة العراقيون دائما عن الماضي: فهم يخشون الماضي. في حین يخشى الأكراد في العراق ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم……. طالما بقي هذا الخوف، لا يمكنك إعادة الاستقرار السياسي إلى البلاد. وأعتقد أن استعادة الثقة والاستقرار السياسي مطلب أساسي للعراق”.

وحول تشكيل حكومة جديدة في بغداد، أكد الرئيس بارزاني مجددا أن مكتبه يمكن أن يكون مظلة لخلق الوحدة بين الجماعات العرقية والدينية وكذلك الأحزاب السياسية الكردية التي يمكن أن يكون لها استراتيجية مشتركة یعملون معا عندما يذهبون إلى بغداد ویتحدثون بصوت واحد. وصف هذا بأنه الشرط الرئيسي لنجاح الأحزاب الكردستانية. “الطريقة التي تعامل بها بغداد إقليم كوردستان في قضیة الميزانية… لا يمكن أن تسمى بالفيدرالية ، وهذه ليست الفيدرالية…. إن نهج بغداد تجاه إقليم كوردستان نهج مركزي. كم من الوقت علينا أن ننتظر إرسال الميزانية والرواتب [من قبل بغداد]؟ وينبغي حل هذه المسائل. وإذا كانت بغداد تعتبر شعب إقليم كوردستان مواطني العراق، وتعرف أن له حقوقا دستورية، فيجب حل هذه المسائل”.

وحول مسألة النظام المصرفي وأهميته لبناء الدولة في العراق، أوضح بارزاني أن “العراق ليس لديه نظام مصرفي سليم. ما نراه الآن في العراق هو فقط تبادل المال وسوق الأوراق المالية، وهذا يعني أنه ليس لدينا اقتصاد. يعتمد الاقتصاد العراقي على بيع النفط شهريا، ثم يتم توزيع الأموال المستلمة. لا يمكننا أن نسمي ذلك اقتصادا أو أن نسميه اقتصادا قويا في العراق”. وأعرب عن اعتقاده بأنه من خلال إنشاء قطاع مصرفي فعال للعراق، ستزدهر البلاد وسيزداد الاستثمار الأجنبي.

وقد نوقشت علاقات حكومة إقليم كوردستان مع البلدان المجاورة. وبدءا بإيران، أكد بارزاني أن لــ “إقليم كوردستان العراق” علاقة جيدة مع إيران. على سبيل المثال، هناك ما يقرب من 11 مليار دولار من التجارة بين العراق وإيران، ويتم إدخال 70٪ من السلع المستوردة إلى العراق من إيران من خلال إقليم كوردستان العراق. وفيما يتعلق بهجمات الطائرات بدون طيار على مطار أربيل من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، ذكر أن على بغداد التعامل مع تلك الميليشيات التي تسبب عدم الاستقرار. وأبرز أن على رئيس الوزراء العراقي أن يتصرف ويسيطر على هذه الجماعات المسلحة ويمنعها من مهاجمة إقليم كوردستان العراق.

وفيما يتعلق بتركيا وعملياتها العسكرية ومواجهاتها مع حزب العمال الكردستاني، صرح الرئيس بارزاني بأن سياسة إقليم كوردستان واضحة وضوح الشمس: “لا ينبغي أن يكون إقليم كوردستان والعراق مصدرا للتهديد ضد الدول المجاورة. إن حزب العمال الكردستاني هو الذي عمق القضية. إن حزب العمال الكردستاني يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لإقليم كردستان”. وأوضح أن حزب العمال الكردستاني لا يحترم أي قرارات تتخذها حكومة إقليم كوردستان أو سيادة المنطقة ومؤسساتها. وقال حزب العمال الكردستاني إنه يعتبر جميع المناطق التي يسكنها الأكراد في تركيا والعراق وإيران وسوريا موطنا له، مضيفا أنهم لا يحتاجون إلى إذن من أي شخص ليكون هناك.

كما أشار إلى اتفاقية سنجار التي تم توقيعها بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة المركزية. ويعتقد أن السبب في عدم تنفيذ ذلك يرجع إلى وجود حزب العمال الكردستاني في هذه المنطقة. وقال بارزاني ان من مسؤولية بغداد معالجة هذه المسألة والتوصل الى حل للنزاع.

وحول الوجود الامريكى فى العراق والحوار الاستراتيجى بين البلدين ذكر بارزاني ان الولايات المتحدة اوفت بالتزامها فى العراق والان يتعين على العراقيين ان يقرروا نوع العلاقة التى يريدونها مع الولايات المتحدة . وأضاف: “إن الاتفاق الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة شامل للغاية ويغطي مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك التعليم والاقتصاد والثقافة والطاقة. يمكن للعراق أن يغتنم الفرصة ويستفيد من كل هذه المجالات في علاقاته مع الولايات المتحدة… العلاقات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة في بغداد لا تؤخذ على محمل الجد”.

وعلى مستوى توقعات الناس، اعتقد نيچيرفان بارزاني أن إقليم كوردستان العراق قد مر بمراحل رئيسية. ووصف الفترة من عام 1991 إلى عام 2003 بأنها “مرحلة الحماية الذاتية”، عندما كانت الأولوية الجماعية هي حماية الإقلیم وتوفير المرتبات. وفي حين أن عملية بناء الهياكل الأساسية بدأت بعد عام 2003. كما أوضح أن الناس لديهم الآن مطالب وتوقعات أكبر، وأنهم يستحقون أن يكون لهم حياة أفضل. وفيما يتعلق بالمساءلة وبناء المؤسسات في إقليم كوردستان العراق، قال إنه يعتقد أن هذه عملية طويلة الأجل لا يمكن بناؤها بين عشية وضحاها. وادعى أن حكومة إقليم كوردستان قد تطورت ونجحت في العديد من القطاعات، ولكن في الوقت نفسه هناك أوجه قصور تحتاج إلى معالجة.

واعترف الرئيس نيچيرفان بارزاني بوجود اختلافات في وجهات النظر بين الأحزاب السياسية الكردية، ولكن عندما يتعلق الأمر بمصالح إقليم كردستان، فإن معظمها متحد. وجميعهم يحاولون حماية مصالح إقليم كوردستان العراق في بغداد.

وفيما يتعلق بكتابة دستور لإقليم كوردستان العراق، قال “إن هدفنا هو الانتهاء من كتابة مسودة الدستور قبل الانتخابات المقبلة لإقليم كوردستان التي ستجري العام المقبل. وسيكون دستور إقليم كوردستان متوافقا مع الدستور العراق.”

وأخيرا، فيما يتعلق بكركوك وميزانية إقليم كوردستان العراق، ادعى بارزاني أنه لو كان هناك قانون لتوزيع الدخل النفطي في العراق، لكنا قد حللنا قضايا الميزانية وكركوك تلقائيا. واضاف “نريد ايجاد حل سلمي لكركوك. ومهمتنا هي التعايش والسلام لجميع العناصر. ولحسن الحظ، هناك تطورات جيدة في هذا الصدد”. وذكر بوضوح أن مسألة الميزانية ورواتب موظفي الحكومة في إقليم كوردستان العراق يجب فصلها عن بعضها البعض ولا يمكن خلطها. وأشار إلى أن مسألة رواتب الموظفين العموميين من إقليم كوردستان قد استخدمت كأداة للضغط على الإقليم. وقال إن إقليم كوردستان العراق مستعد لحل كل هذه القضايا مع بغداد لأن حل هذه القضايا مع الحكومة المركزية لا يعود بالنفع على شعب إقليم كوردستان فحسب، بل على جميع العراقيين.

انقر هنا لعرض تسجيل الفيديو لمناقشات الجلسة الثالثة في منتدى الشرق الأوسط ٢٠٢١.

Comments are closed.