Back

الشراكة الأمنية بين الاتحاد الأوروبي والعراق: حوار سیاساتي مع البرلمان الأوروبي

حوار سیاساتي مع اللجنة الفرعية للأمن والدفاع التابعة للبرلمان الأوروبي

“الشرق الأوسط والعراق وكوردستان شركاء رئيسيون لأوروبا… ما يحدث هنا له عواقب في أوروبا والعكس صحيح”. هذە مقولة ناتالي لوازو، رئيسة اللجنة الفرعية للأمن والدفاع التابعة للبرلمان الأوروبي في حوار سياساتي عقدت في مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (میري) في 25 مايو 2022.

ترأست السيدة لوازو هذا الأسبوع وفدا من سبعة أعضاء في البرلمان الأوروبي، إلى جانب مجموعة من كبار المستشارين البرلمانيين (المدرجة أدناه)، الذين زاروا كل من بغداد وأربيل. وكان هدفهم مقابلة صانعي السياسات والقرارات العراقيين والحصول علی فهم أعمق للتحديات الأمنية التي تواجه كل من العراق وإقليم كوردستان.

وفي كلمتها الافتتاحية، التي بثت على الهواء مباشرة، شددت السيدة لوازو على أن الاتحاد الأوروبي يولي اهتماما خاصا للشرق الأوسط باعتباره جواره المباشر ويعمل بشكل وثيق مع شركائه الإقليميين بشأن قضايا الأمن والدفاع. وأعربت عن تقديرها لدور قوات البيشمركة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي اعتبرته تهديدا ليس فقط للعراق ولكن لأوروبا أيضا.  وأشارت إلى أنه “يمكننا هزيمة خلافة داعش بواسطة قوة الشراكات والثقة القائمة بين الاتحاد الأوروبي وشركائه المحلیین.”

وأعربت السيدة لوازو عن اعتقادها بأن هذه الشراكة القوية يجب أن تستمر في المستقبل لأن الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد ويجب ألا ينهض تنظيم داعش مرة أخرى. ومع ذلك، فإن الاعتماد فقط على الوسائل العسكرية لن يكون كافيا لتحقيق هذه الأهداف. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم برامج للتعافي وإعادة الإعمار لمساعدة النازحين داخليا على العودة إلى مناطقهم الأصلية. ومن السیاسات الآخری للاتحاد الأوروبي هي العمل مع منظمات المجتمع المدني لمكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

وبالنسبة للتحديات الحدیثة والصراعات المستمرة في العراق، أوضحت السيدة لوازو: “يتعين على الاتحاد الأوروبي إيجاد حلول ومشاركات أفضل في المنطقة، ويجب أن يكون الإتحاد متواضعا وأن يستمع إلى أفضل الممارسات المحلية لتحقيق نتائج أفضل”. وأضافت: “يلعب العراق دورا مهما في تشجيع العلاقات السلمية مع الدول المجاورة لە، وعلينا [الاتحاد الأوروبي] أن نلعب دورنا أيضا. يجب أن يكون لدينا حوار قوي للحصول علی فهم صحيح”. وسلطت الضوء على أن اللجنة الفرعية للأمن والدفاع التابعة للبرلمان الأوروبي ترغب في ضمان أن تكون سياسات الاتحاد الأوروبي وإجراءاته مؤثرة على أرض الواقع. وعادة ما تقترح اللجنة الفرعية ميزانية برامج الأمن والدفاع في الاتحاد الأوروبي وتعمل عن كثب مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي الأخرى والمجتمع المدني لإيجاد حلول أفضل وأكثر فعالية ودائمة.

وفيما يتعلق بإصلاحات البشمركة ودمج جميع الوحدات المسلحة في قوة نظامیة وموحدة، علقت السيدة لوازو قائلة إن “الوحدة بين مختلف الجهات الفاعلة أمر حيوي”. إن وجود الوحدة والحوار والاحترام المتبادل بين إقليم كوردستان العراق والاتحاد الأوروبي هي المفتاح لجعل سياسات الاتحاد الأوروبي وإجراءاته في المنطقة أكثر تأثیرا.

الحوار في إطار قواعد تشاتام هاوس

وأعقب العرض الذي قدمته السيدة لوازو حوار جذاب للغاية أجري بموجب قواعد تشاتام هاوس. خلال هذا الجزء، تم تسليط الضوء على عدد من القضايا ومناقشتها من قبل مختلف المشاركين، ويتم تلخيصها هنا دون إسناد أو انتماء.

  • لم يهزم تنظيم داعش هزيمة كاملة. هناك فجوة أمنية بين قوات البشمركة وقوات الأمن العراقية في المناطق المتنازع عليها. وقد استغل تنظيم داعش هذه الفجوة الأمنية ولا يزال يشكل تهديدا لإقليم كوردستان العراق والعراق. ومن ناحية أخرى، ساعدت عودة ظهور تنظيم داعش العديد من الجماعات المسلحة غیر الحكومیة على زيادة هيمنتها في الأراضي المتنازع عليها. وبالتالي زيادة التوترات بين هذه الجماعات.
  • لن يكون استخدام الوسائل العسكرية وحده كافيا لهزيمة تنظيم داعش أو القضاء على الإرهاب. ويتطلب الوضع الراهن خطة استراتيجية وشاملة لمنع ومكافحة الأفكار المتطرفة داخل مختلف الطوائف العراقية. ويجب معالجة السبب الجذري للإرهاب والتطرف العنيف من خلال التصدي للفساد، وتوزيع عادل للثروات، ووجود حكومة شاملة ومجتمع مدني قوي، وقوات أمن فعالة، ونظام قضائي مستقل.
  • على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تحمل المسؤولية عن كيفية التعامل مع العائلات التابعة لتنظيم داعش والمقاتلين المسجونين القادمين من أوروبا. ويقيم المئات منهم حاليا في مخيم الهول وغيره من المخيمات في روژاڤا (شمال شرق سوریا).
  • أجبر العديد من النازحین العراقيين في المخيمات، ولا سيما الإيزيديين، على العودة إلى مناطقهم ومدنهم الأصلية التي لم يعاد بناؤها بعد. يمكن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مساعدة الناجين من داعش والنازحين في العراق من خلال تقديم المساعدة لإعادة الإعمار والتعافي.
  • يبدو أنه لا توجد إرادة سياسية من الحكومة العراقية لمساعدة النازحين داخليا على العودة إلى مناطقهم الأصلية واستعادة أسلوب حياتهم الطبيعي. وتمت التوصية بأن يناقش وفد اللجنة الفرعية للأمن والدفاع التابعة للبرلمان الأوروبي هذه المسألة مع كل من المؤسسات العراقية والأوروبية، ودعم منظمات المجتمع المدني العراقية المتخصصة في هذا المجال.
  • اعتبر بعض المتحدثین التنفيذ الكامل للدستور العراقي وتحسين العلاقات بين أربيل وبغداد من أولويات جهود بناء الدولة العراقية. وما فتئت التوترات مستمرة منذ بعض الوقت وينبغي التصدي لها.
  • جادل بعض الحاضرين بأن قوات البيشمركة لعبت دورا حيويا في القتال ضد داعش في العراق، ومع ذلك فشلت بغداد منذ البداية في توفير الرواتب أو الذخيرة أو بناء القدرات للبشمركة. وفي الوقت نفسه، لا تمثل قوات الأمن العراقية جميع الطوائف المختلفة في العراق. يشكل الأكراد أقل من 1٪ من قوى الأمن الداخلي. ويجب معالجة هذه المسائل في المستقبل.
  • بدأت حكومة إقليم كوردستان منذ عام 2017 في تنفيذ خطة إصلاح لتوحيد جميع قوات البشمركة تحت إشراف وزارة البشمركة. بيد أن العملية تواجه تحديات وحواجز. تم تشجيع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه على تقديم الدعم الاستشاري والعسكري لقوات البشمركة ليس فقط في حربها ضد داعش والإرهاب ولكن أيضا في عملية الإصلاح.
  • رأی بعض المتحدثین بأن التغيرات الديموغرافية قد حدثت في المناطق التي تم تحريرها من داعش. ولم تتمكن العديد من العائلات المسيحية واليزيدية في العودة إلى مناطقها الأصلية لأنها لا تشعر بالأمان في ظل وجود صراعات بين الطوائف ولا تثق في قدرة الحكومة العراقية على توفير الأمن. على الحكومة العراقية العمل على استعادة ثقة الناس في المناطق المحررة من خلال توفير الخدمات الأساسية والأمن للمجتمعات المحلية. وإذا تعذر ذلك، فهناك دائما فرصة لنشوب صراعات.
  • يحتاج الوضع الحالي في المناطق المحررة إلى دراسة وفهم أفضل للتحديات. يجب تعويض ضحايا حرب داعش من قبل الحكومة العراقية من خلال برنامج شامل.
  • تراجع الدعم الدولي للنازحين الحاليين الذين يعيشون في إقليم كوردستان العراق على مر السنين ومن المرجح أن ينتهي في المستقبل القريب. وفي الوقت نفسه، لم تبلغ الحكومة العراقية عن أي خطة أو تظهر أي إرادة لحل قضايا النازحين داخليا. وكانت هذه العوامل أحد الدوافع الرئيسية للهجرة إلى أوروبا. وقيل إنه من مصلحة الجميع أن نرى الاتحاد الأوروبي يضغط على العراقيين من أجل إيجاد حلول مع مواصلة دعمهم للنازحين داخليا.
  • يمكن لإقليم كوردستان العراق، كإقلیم فيدرالي، أن يكون نموذجا للشرق الأوسط الأوسع، ولكن لديه مشاكله الخاصة عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية والحكومة المستجيبة وإضفاء الطابع المؤسسي. هناك تحديات أمنية من الدول المجاورة لها وصراعات داخلية داخل إقليم كوردستان العراق.
  • تم تشجيع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إشراك العراق بشكل أوثق ولعب دور إيجابي في تحقيق الاستقرار في هذا البلد. واعتبرت التدخلات الأمنية الإيرانية والتركية داخل العراق من دوافع عدم الاستقرار في المنطقة الأوسع وكذلك محركات الصراع داخل العراق.

المشاركون:

حضر هذه المائدة المستديرة عدد من صانعي السياسات ونشطاء المجتمع المدني والخبراء الأكاديميين بالإضافة إلى وفد من اللجنة الفرعية للأمن والدفاع التابعة للبرلمان الأوروبي وفريق البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي في بغداد وأربيل.

  •  آنا باربييري، مديرة في اللجنة الفرعية للأمن والدفاع، البرلمان الأوروبي
  •  آن ميسكانين، رئيسة البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي في العراق
  •  أسيتا كانكو، عضو البرلمان الأوروبي، بلجيكا
  •  أرنو دانجان، عضو البرلمان الأوروبي، فرنسا
  •  أورماس بيت، عضو البرلمان الأوروبي، إستونيا
  • بختيار محمد، وزارة البيشمركة، حكومة إقليم كوردستان
  •  جيرارد كويل، المديرية العامة للسياسات الخارجية في اللجنة الفرعية للأمن والدفاع
  • جوزاس أوليكاس، عضو البرلمان الأوروبي، ليتوانيا
  • جوان يونس، عضو البرلمان، إقليم كوردستان العراق
  •  دلاور علاء الدين، مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث
  •  فؤاد إسماعيل، مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث
  •  هژار عمر إسماعيل، وزارة البيشمركة، حكومة إقليم كردستان
  •  هيمن ميراني، وزارة الداخلية، حكومة إقليم كردستان
  •   كامران بالاني، مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث
  •   كاروان گزنیی، عضو البرلمان، إقليم كوردستان العراق
  •   لارس باتريك بيرغ، عضو البرلمان الأوروبي, ألمانيا
  •  ليلان إبراهيم عبد الله، وزارة البيشمركة، حكومة إقليم كردستان
  •  ماري باريت، رئيسة مكتب الاتحاد الأوروبي في أربيل
  •  مارتينا هيس، مستشارة سياسية، اللجنة الفرعية للأمن والدفاع، البرلمان الأوروبي
  •  نبز صالح صدیق، وزارة البيشمركة، حكومة إقليم كردستان
  •  ناتالي لوازو، عضو البرلمان الأوروبي فرنسا
  •  خضر دوملي، ناشط في المجتمع المدني، العراق
  •  خافيير نارت، عضو البرلمان الأوروبي، إسبانيا
  •  سانا صلاح محمد، وزارة البيشمركة، حكومة إقليم كردستان
  •  سيمون كارلستيتر، البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي في العراق
  • عثمان ليلاني، أكاديمي في جامعة صلاح الدین، أربیل
  •  فلاديمير ويلغنبرغ، صحفي
  • رومان بابل، مستشار سياسي، اللجنة الفرعية للأمن والدفاع، البرلمان الأوروبي
  • تانيا جيلي خيلاني، المؤسس المشارك لمؤسسة SEED
  • تالار نوري، ناشطة في المجتمع المدني

Comments are closed.