Back

الجهات الفاعلة العالمية في الجوار العراقي: السياسات والاستراتيجيات طويلة الأجل

الجلسة الخامسة: الجهات الفاعلة العالمية في الجوار العراقي: السياسات والاستراتيجيات طويلة الأجل.

  • جنیفر غافیتو، نائب مساعد وزیر الخارجیة الأمریكیة لشؤون العراق وإیران
  • ايلبروس كوتراشیف، سفیر روسیا في العراق
  • عادل باخوان، مدير المركز الفرنسي للبحوث حول العراق
  • تانیا كلي خیلاني، عضو سابق في مجلس النواب العراقي (مدیر الجلسة)

انقر هنا لعرض تسجيل الفيديو لمناقشات الجلسة الخامسة في منتدى الشرق الأوسط ٢٠٢١.

في هذه الجلسة ، نوقشت سياسات واستراتيجيات طويلة الأجل للولايات المتحدة وروسيا وفرنسا كثلاث جهات فاعلة عالمية في العراق والمنطقة.

كانت جنيفر غافيتو أول من حددت استراتيجيات بلادها في الشرق الأوسط، وقالت: “لقد بات الرئيس بايدن ينشط الدبلوماسية الأميركية، ويعيد بناء التحالفات مع شركائنا، ويساعد مواطني جميع أنحاء العالم على تحقيق تطلعاتهم لمستقبل أفضل. إن مشاركتنا في الشرق الأوسط ترتكز حقا على هذه القيم. وبناء الشراكات، ركزنا على الازدهار والقيم الإقليمية التي تجلب الاحترام والكرامة لجميع الشعوب، وركزنا أيضا على السياسات التي تؤدي إلى مزيد من الابتكار والفرص التي نعتقد أنها أسس للاستقرار الإقليمي على المدى الطويل”.

وأكدت غافيتو أن السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة تعيد توجيهها لمواجهة التحديات العالمية التي ستحدد المستقبل، مثل تغير المناخ. وفيما يتعلق بالاستراتيجيات طويلة الأجل للولايات المتحدة في المنطقة، قالت ” نعتقد أنه من مصلحتنا المشتركة دفع السياسات التي تنهي الصراع، ومكافحة الفساد، وتعزيز حقوق الإنسان، وخلق فرص العمل مع الحفاظ على المناخ لأجيالنا القادمة. وتعتزم الولايات المتحدة التعاون قدر الإمكان مع أصدقائنا في الشرق الأوسط لحل مختلف التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجهنا. وفي جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الخليج، تعود جذور علاقاتنا إلى الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، وتعزيز التجارة والاستثمار الثنائيين، وتوسيع الروابط المفيدة بين الشعبين”. وأضافت: “نحن [الولايات المتحدة] نعتمد على هذه العلاقة في شراكاتنا في الشرق الأوسط لمعالجة أمور مثل  COVID-19، والمساعدة في تطوير البنية التحتية لمنع الأوبئة في المستقبل، ومكافحة الإرهاب، وتخفيف حدة التوترات الإقليمية، والحد من الصراع، ومعالجة التصحر ونقص المياه، وبناء اقتصاد جديد للطاقة لوقف محركات تغير المناخ”. وفي عام 2019 فقط، التزمت الولايات المتحدة بتقديم 157 مليار دولار في التجارة مع المنطقة. منذ عام 2003، دعمت الولايات المتحدة العراق في العديد من المجالات المختلفة. على سبيل المثال، ساهمت الولايات المتحدة بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق لإجراء الانتخابات العراقية الأخيرة.

وذكر السفير الروسى لدى العراق البروس كوتراشيف ان روسيا تتمتع بعلاقات جيدة مع معظم دول الشرق الاوسط. الشرق الأوسط منطقة قريبة من روسيا ولها آثار مباشرة على الدول المجاورة لها من حيث الأمن والاستقرار. وبالنسبة لروسيا، تتمثل الأولويات الأولى في المنطقة في إجراء حوارات سياسية وعلاقات سياسية جيدة مع بلدان الشرق الأوسط وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة. العراق ليس الأولوية الأولى لروسيا. وأوضح: “ما ننظر إليه من حيث أولوية [السياسة الخارجية الروسية] الآن، لن أخفيه عنك، هو أولا وقبل كل شيء سوريا وليبيا. وهي شواغل رئيسية بالنسبة لنا من حيث الأمن والاستقرار الإقليميين، بل وحتى التهديدات والتحديات للأمن والاستقرار الدوليين. ثم نراقب الوضع في لبنان واليمن عن كثب ونشاط”. واوضح كوتششيف ان روسيا لا تتدخل فى الشئون الداخلية للعراق وتبتعد عن الصراعات الداخلية. ووفقا لكوتراشيف، استثمرت روسيا، من خلال شركات النفط الكبرى، 14 مليار دولار في العراق.

وبحسب عادل باخوان، غير الرئيس الفرنسي ماكرون السياسة الخارجية الفرنسية في المنطقة من خلال التركيز بشكل أكبر على العراق وجعله مركزا للشرق الأوسط. إن الأمن والجغرافيا السياسية في العراق مهمان بالنسبة لفرنسا لأن لها تأثيرا مباشرا على المنطقة حيث أن العراق جار لإيران وتركيا. وهذان البلدان مهمان لفرنسا أيضا. كما ذكر باخوان ان الاقتصاد هو سبب اخر يجعل فرنسا تركز بشكل اكبر على العراق. وبعد زيارة ماكرون إلى العراق، تم توقيع اتفاق بقيمة 27 مليار دولار بين فرنسا والعراق. إن قضية سوريا هي سبب آخر يجعل فرنسا العراق مركزا لسياستها الخارجية في المنطقة لأن أراضي العراق هي الطريق الوحيد إلى سوريا. كما ناقش باخوان عملية بناء الدولة في العراق على مدى المائة عام الماضية، ووصفها بأنها فاشلة. وقال ان “فرصة اقامة أمة عراقية ضعيف جدا لكن يمكن حل ذلك. نحن كأوروبيين وأمريكيين وروس، يمكننا مساعدة العراقيين على إيجاد شكل أفضل…. أن يحكم بلدهم.”

وفي وقت لاحق، وصفت جنيفر غافيتو دور إيران في المنطقة بأنه سلبي، لا سيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأكدت أن الولايات المتحدة مع حلفائها تحاول منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وقالت ان الولايات المتحدة لديها علاقات قوية جدا وعلاقات تجارية مع دول الخليج. وهذا أمر حيوي لازدهار المنطقة وتنميتها وأمنها. ولا تعترف الولايات المتحدة ودول الخليج أيضا بمركزية العراق بالنسبة للأمن الإقليمي ودوره الإيجابي في المنطقة.

وذكر السفير كوتراشيف أن روسيا تتمتع بعلاقات جيدة مع دول الخليج أيضا. أما بالنسبة للدور الإيراني في المنطقة، فقد صرح بوضوح بأن “أولئك الذين لا يشعرون بالقلق إزاء النفوذ الإيراني في المنطقة، وخاصة في بعض البلدان، يجب أن يفكروا في حالة عدم مواجهة هذا النفوذ الإيراني، في التعامل مع الأسباب التي تجعل إيران أن تلعب مثل هذا الدور الكبير من أجلها، على سبيل المثال في سوريا”.  واتفق عادل باخوان مع كوتراشيف واضاف انه من مصلحة جميع دول المنطقة التوصل الى اتفاق مع ايران لحل المشكلات الحالية فى الشرق الاوسط. وقال “مواجهة ايران ليست في مصلحة الشرق الاوسط (..) ومن اجل تحقيق السلام فى الشرق الاوسط، نحتاج الى التوصل الى حل وسط مع ايران “.

واكدت غافيتو مجددا فى تصريحاتها ان الولايات المتحدة ستبقى فى العراق وستدعم التغلب على مشكلاتها. كما أكدت أن الولايات المتحدة تركز على كردستان العراق باعتبارها محورية في الاستقرار العام للعراق. وردا على مخاوف الشعب فى العراق عقب الأنسحاب الامريكي من افغانستان، صرحت غافيتو صراحة بان ” العراق ليس افغانستان. نحن باقون هنا على المدى الطويل. نحن ننظر إلى العراق كشريك استراتيجي رئيسي ….  ونحن ملتزمون بهذه العلاقة كأساس استراتيجي للاستقرار والأمن في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

وفيما يتعلق بالكورد السوريين والجبهة الديمقراطية السورية، ذكر السفير الروسي كوتراشيف أن روسيا تتوسط بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق للتوصل إلى اتفاق. وأضاف: “نحن الآن نسهل المفاوضات بين روژآفا والحكومة السورية. إنها عملية معقدة للغاية وسفيرنا في دمشق مخول بلعب دور الوسيط… كلا الجانبين صعبة جدا. إنهم ليسوا مفاوضين سهلين. لكننا تمكنا من إقناعهم وهم يفهمون ذلك. عليهم أن يوافقوا لأن أي خيار آخر لن يكون جيدا [لأي منهما]. ولكن يبدو لي أن العملية تسير ببطء لأنهم لا يثقون ببعضهم البعض”.

كما تحدثت جنيفر غافيتو من وزارة الخارجية الأمريكية عن النظام السوري ووصفته بأنه “غير شرعي” لأن “الشرعية تمنح من قبل الشعب، من خلال المواطنين. وأي [حكومة] تستخدم التعذيب كوسيلة وأسلحة كيميائية ضد شعبها، ليست حكومة شرعية”. ورد كوتراشيف بالقول إنه لو رحل الأسد، لكان البديل إما أبو بكر البغدادي أو [جبهة] النصرة. وفيما يتعلق بعلاقات روسيا مع إقليم كوردستان، قال كوتراشيف إن “الأكراد أصدقاؤنا منذ فترة طويلة، وسيكون من دواعي سرورنا أن نلعب أي نوع من الأدوار التي تحتاجون إليها… وروسيا مستعدة للتعاون”.

وفيما يتعلق بمسألة إعادة أطفال داعش إلى أوروبا، بخوان بأنه لا توجد سياسة أو وحدة للاتحاد الأوروبي بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال.

انقر هنا لعرض تسجيل الفيديو لمناقشات الجلسة الخامسة في منتدى الشرق الأوسط ٢٠٢١.

Comments are closed.