Back

الأيزيديون والمسيحيون – دعونا لا نخذلهم

الأيزيديون والمسيحيون – دعونا لا نخذلهم

تقریر ملخص وفدیو الجلسة

  • حازم تحسین بیك، أمیر الأیزیدیة  رئیس المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى
  • علي ألیاس حاجي ناصر، بابا شیخ، المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى
  • میان خیري سعید بك، خاتوون الیزیدیة
  • نجيب ميخائيل موسی، رئيس أساقفة الكلدان في الموصل وعقرة
  • نجم الجبوري، محافظ نینوی
  • سرهنگ حمەسعید، معهد الولایات المتحدة للسلام (مدیر الجلسة)

كان أطر النقاش في هذە الجلسة في ملتقی الشرق الأوسط 2020 هو إجراء نقاش صريح، موضوعي وعملي في مایخص ضمان حقوق المكونات العراقیة، خصوصا الأیزیدیة والمسیحیة (انقر هنا للحصول على فيديو الجلسة بالكامل). وقال مدیر الجلسة، سرهنك حمه سعيد، وهو مدير برامج الشرق الأوسط في معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن، بأن دستور العراق فيه ضمانات لحقوق المكونات. فقد تم تصميمه ليعكس ذلك ويحترم ويحمي تنوع البلاد العرقي و الديني و الثقافي و الاجتماعي، إضافة الی ضمان حرية التعبير. وأكد علی أن الحوار في هذە الجلسة ستركز علی المكونین الأیزیدي والمسیحي، لكن المكونات الأخری، الكاكائيين والصابئين المندائيين والشبك و الكورد الفيليين و التركمان و البهائيين و العراقيين ذو البشرة السمراء و الزرادشتيين و الآخرين، هم في الحسبان أیظا ويكون الحوار الى حد كبير ممثلا أمورهم و طموحاتهم أيضا.

وأردف حمەسعید قائلا بإن المكونات العرقية والدينية في العراق لا تشعر بأنها غير منخرطة وغير ممثلة بما فيه الكفاية فحسب، بل تشعر أيضًا أن وجودها بالكامل في العراق مهدد عن الطريق الإبادة الجماعية، أو النزوح او الهجرة. فهذا احساس حقيقي تذوقه الكثير من المكونات في العراق، عندما ارتكب تنظيم القاعدة جرائمه البشعة ضدهم وبعد تحریر مناطقهم. لذلك يشعر هؤلاء الناس والمجتمعات أنهم قد خذلوا بالفعل من قبل الحكومات المحلية في المحافظة واقليم كوردستان والحكومة الاتحادية ومن قبل المجتمع الدولي وحتی من قبل قياداتهم أيضا. نعم بذلت هذە الأطراف جهودا كبيرة، لكنها لم تكن بمستوى الجرح العميق و مستوى التدمير الذي خلفه داعش و مشاكل السنین الماضیة. وعلی الجمیع التعامل الجدي مع هذه المشاكل. ف”دعونا أن لا نخذلهم مرة أخرى”، وخصوصاً أن العراق لديه حكومة جديدة وعليه مسؤوليات لمعالجة المشاكل.

وقدم الامير حازم تحسين ورقتە، وثمن فیها جهود مؤسسة ميري لتبنيها “لقضيتنا العادلة، قضية الديانة الايزيدية و المجتمع الايزيدي من خلال دراستها وخلق جو كهذا لتشجيع الحوار عن مستقبل العراق و مكوناته”. وقال “أن الديانة الايزيدية من أعرق أديان المنطقة، تعود جذورها الى ما قبل الاسلام والمسيحية. الديانة مبنية على السلم والتعايش والتواضع، والمجتمع الايزيدي اصيل ذات تقاليد وثقافة عريقة متجذرة في هذا الوطن، من قبل أن يدخلها الإمبراطوريات والغزاة. أننا لم نشكل خطرا على أحد، وإلى أي معتقد، لكننا واجهنا عبر التاريخ ٧٤ حملة من حملات الإبادة الجماعية، وآخرها كانت على أيدي تنظيم داعش الارهابي. عند تغيير النظام السابق. عندما تبني العراق الدستور الديمقراطي، استبشرنا خيرا بأن العهد الجديد كفيل بحماية ديننا ومجتمعنا. لكننا شاهدنا ما شاهدناه من الكوارث في ظل هذا النظام الجديد التي ستبقى في مخيلة أجیالنا الى الابد. لقد هدمت قرانا ومدننا التي مازالت مهدمة ولم يعاد بنائها وتأهيلها. ونزحت أهالينا بأعداد هائلة في ظروف قاسية. مازالت مئات الالوف من ابنائنا وبناتنا يعيشون في المخيمات. عدد كبیر من بناتنا ونسائنا ما زالوا في الأسر، كسبايا، وننتظر عودة الاحياء منهم الى عوائلهم معززين مكرمين. عمل القادة في اقليم كوردستان وعلى رأسهم السيد نيجيرفان بارزاني على إعادة الكثير من بناتنا ونسائنا إلينا، لكن هناك المزيد بحاجة للعمل المستمر. هدم اقتصادنا التي كانت تعتمد على الزراعة بالدرجة الأولى، ولم نتلقى دعما لتنشيطها مرة أخرى. أجبرت الكثير من عوائلنا على الهجرة والعملية لازالت مستمرة. وذلك يهدد وجود مجتمعنا في أرضنا. تحولت قضيتنا إلى مسألة سياسية وأمنية مع تدخل قوى حكومية وغير الحكومية، المحلية منها والإقليمية والدولية. سنجار أفضل مثال على ذلك”.

وطلب الأمیر حازم بك من القادة وصناع القرار في الموصل وبغداد وأربيل، ودول الجوار والمجتمع الدولي على أن يتبنوا قضية الأیزیدیة من أجل المعالجة، “لأن قضيتنا لم تعد قضية محلية. وطالب الحكومة العراقية الاستثمار في البنية التحتية في مناطقهم المهدمةم وتعليم وتأهيل الشباب وتمكينهم لخدمة اهاليهم وأهالي العراق اجمع. وأيضا العمل على الحفاظ على الهوية الأيزيدية والديانة الايزيدية والحقوق الايزيدية، كمواطنين من الدرجة الأولى. ومنع حدوث حملات إبادة مستقبلية، وذلك بالتشريع ثم تطبيق قوانين صارمة. وأكد الأمیر على أن المجتمع الايزيدي قادر على مساعدة نفسه والنهوض من جديد، لكن ذلك يتطلب تمكينه وحمايته من قبل الدولة. القادة الإيزيديين كانوا على استعداد حتى إلى تغيير الثوابت الدينية، لكي يحمون حقوق نسائهم وإعادة تأهيلهم وتعافي مجتمعهم من آثار الابادة، لكن هذا يستدعي الدعم من الدولة خلال تشريع قوانين وتخصیص ميزانية خاصة والاستثمار في مناطقهم المنكوبة، مثل سنجار.

وبعد الأمیر، القی سماحة بابا شيخ، علي ياس حاجي ناصر، عضو المجلس الروحاني الاعلى للايزيديين، كلمة روحانیة ملیئة بخطاب السلام والحث علی السلم المجتمعي. فبدأ حديثه من وجهة نظر دينية، وقال إنه إذا كان هناك اتفاق، فسيتم حل كل شيء. تأتي الدولة بالإجماع في جميع أنحاء العالم. وأشار في خطابه إلى عدة نقاط مقدسة في الديانة الإيزيدية:

– احترام الوالدین: “إذا كنت لا ترضي والدك وأمك، دعك تعبد لمئة عام، تلك المئة عام لن ترضي والديك”.

– المغفرة: “لأنك تطلب المغفرة من الله، لذلك عليك أن تسامح الناس”.

– الإنسانية: “وقد قيل هذا النص منذ آلاف السنين”.

– الإيمان بأن العالم جميل جدًا: “لقد خلقه الله، لذلك يجب على كل أمة أن تتحدث إلى الله بلغتها الخاصة عن هذا الجمال”.

– الموت: “موجود وهو حقيقي فكل شيء في العالم ليس ملكنا بل لمن بعدنا فلا نخلق مشاكل لبعضنا البعض”.

وأكد بابا شیخ بأن الديانة اليزيدية تحترم أديان العالم وأعطت حقوق الإنسان، وتؤمن بحقوق المرأة.

وفي مداخلتها، قالت میان خیري سعید بك، خاتوون الیزیدیة، بأن المكون الأیزیدي عانى كثيرا وتعرضوا للهجمات الإبادة الجماعیة 74 مرة. “فلا أعرف من أين أبدأ، بتدمير البنية التحتية والمقابر الجماعية واللاجئين الأيزيديين الذين يعيشون في الخيام؟ أو أخواتنا وأمهاتنا الذين لم يطلق داعش سراحهم. أو سنجار الذی لم يتم إعادة بنائە بعد. لم يتم تعويض الضحايا بعد، ولم یحصل أهالي الشهداء علی إستحقاقهم. نحن نشكراً السيد نيجيرفان بارزاني جزيلاً على محاولته إطلاق سراح ثلاثة آلاف سجينة إيزيدية، وهذا عمل عظیم، لكننا نطمح الی أكثر. ونطالب رئيسي حكومة إقليم كردستان وحكومة بغداد أن يكونوا على دراية بمعانات المكونات، فحكومة بغداد لم تفعل أي شيء یذكر لنا حتى الآن. لماذا بدأت إعادة الإعمار عند تحرير الموصل، لكن لا يسألون عن سنجار؟ يرجى حل العوائق وعدم السماح لسنجار بالتحول إلى مكان للصراع السياسي، لأن ذلك سیكون على حساب اليزيديين. ودعت میان خاتوون الحكومة العراقية لتطبيق قانون الناجيات وتقديم العلاج النفسي لهم وتخصیصالرواتب لهم. ” يجب اعتبار اليزيديين عراقيین. ودعت السید رئيس الوزراء العراقي زيارة المناطق الایزیدیة والاطلاع على معاناة أهل الخيام. نعم، كانت هناك مساعدات قدمت من قبل جمعيات خيرية، ولكن لم تكن هناك إرادة من المجتمع الدولي لحل المشاكل الایزیدیین. أن ماحصل للايزيديين وما حصل في سنجار جرح عميق، لكن المكون الايزيدي رغم ما تعرض له، ابدى روح المسامحة وروح التعاون وروح التعايش.

وجاء دور السيد مطران نجيب ميخائيل موسى، رئيس أساقفة الكلدان في الموصل وعقرة، الذی ثمن مبادرة مؤسسة میري في دراسة المكون الأیزیدي والمسیحي وتهیئة جو داعم لهم، وأكد علی أن “ما أصاب الاخوة الايزيديين في نینوی هو ماأصابنا وما أصاب الأخوة الكورد أيضا في حلبجة و في اماكن اخرى وفي هذا العنف الذي انتابهم عبر الأجيال، انتابنا نحن أيضا لاننا في مصير واحد. فما يؤلمكم يؤلمنا، وما هو قضيتنا هو قضيتكم أيضا. نشعر باننا شعب واحد. كفانا نتكلم بالديانات كفانا نحكي بالطائفية وكفانا نتكلم عما يفرقنا. اليوم الأمور التي تجمعنا هي أكثر بكثير. أنداعش لم يكن يمثل أي دين، لا دين للإرهاب ابدا، ضرب داعش الإسلام كما ضرب الاخوة الايزيديين و المسيحيين.  الاخوة الايزيدية ونحن المسیحیین لم نكن أطراف للصراع، لكن داعش بدأ يشوه الدين باسم دين وبدأ يشوه المعطيات الأساسية التي حقيقة اهانة البشرية ككل.

أصبح سهل نينوى نموذجا حيا للعنف الموجود. ولكن التعافي قادم. ستنهض نينوى والموصل كوردستان والعراق من جديد. لاني كلي أمل، إن كان هناك أناس مع ضمير واع وقلب ينبض بالمحبه لا نخاف على هذا البلد. وحقيقة بقدر ما ننقسم على بعضنا، بقدر ما نتناهر، بقدر ذلك نضعف، وبقدر ذلك يهيمن علينا العدو المشترك جميعا. اننا كلنا الكورد، العرب، المسيحيين، الايزيديين، الاخوه الصابئين المندائيين، والفيليين وجميع باقي المكونات أخرى وأيضا الديانات القديمة التي للأسف تبدوا كأنها تندثر مثل الزرادشتية وغيرهم، لماذا تندثر، لماذا نضعف؟ كلنا كالأواني المستطرقة التي تختلف بالاحجام والالوان، بالطول والقصر، لكن الأساس هو واحد، واساسنا هو البشرية التي تجمعنا. وقداسة البابا فرانسيس كان في زيارة الى كل العراق قبل سنة وكم شهر. قال انها زيارة متميزة وفريدة من نوعها بقدر ما تأثر مما رآه من أور الى نينوى والى كوردستان. ورأى بأن هذا الشعب متماسك وقوي لأننا جذورنا هي جذور وادي الرافدين، ميزوبوتاميا، التي تجمعنا.  كلنا لنا هذه الجذور المتصلة بالتاريخ، فعلينا أن نعطي أيضا ثمار مشتركة. … انا لست مطران المسيحية، انا مطران الايزيدية والإسلام والشيعة والسنة كلهم، انا بخدمتهم. اليوم الأمور التي توحدنا هي اقوى”.  وعن مسألة الهجرة، قال السید المطران: “اذا تحبون كحكومة مركزية و حكومة إقليم كوردستان دعم المسيحيين، فالأفضل هو العمل قدر امكان معا لكي نوقف نزيف الهجرة. هذا يؤذي العراق ككل ويؤذي المكون المسيحي بشكل مباشر…. فاليوم إيجاد فرص العمل وإيقاف تغيير الديموغرافي المتواجد واجب على هذین الحكومتین”، وطالب أن یتمكن المكون المسیحي أن یقرر مصيره في مناطقە، وأن یكونوا شراكاء فعليین في ادارة هذه المنطقه.

وقال السيد نجم الجبوري في كلمتە بأن داعش أشاع القتل. “لا عرفت لا مسيحي ولا مسلم ولا ايزيدي، ولا كردي ولا عربي، أشاع القتل أينما حلت. ولكن الذي يختلف لاهلنا الايزيديين، انه تعدوا الخط الأحمر الكبير، وهو بانتهاك أعراضنا…. والذي صار على اهالينا الايزيديين كارثة لم نقرأ مثلها لا بالتاريخ ولا مرت على الشعوب.  لذلك أول خطوة وضعناها في مخمور لتحرير محافظة نينوى، قلنا قولتنا المشهورة (الذي انتهك أعراضنا، لو تعلق بأستار الكعبة ماراح نتركه). وفعلا أوفت قوات المسلحة بمختلف وعودها والحمدلله تحقق النصر…. وقلتها في الكنيسة في الموصل بأن اولوياتي بالاهتمام الايزيديين لأنهم تعرضوا لكارثة، وبعدها المسيحيين وثم تأتي البقية”.

أشار الجبوري الی محدودیة صلاحیات المحافظ والحكومة المحلية وقال: “المسمى الموجود هو (المحافظ) وليس (المتصرف) كما كان في السابق، فامكانياتنا وصلاحياتنا محدودة”.  مع ذلك، بدأت الحكومة المحلیة بالعمران والإهتمام بالأقضیة بما فیها الحمدانية وبعدرة وبعشیقه وشيخان والقوش والفايده وسنجار. هناك إتفاق مبرم بین الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان، لتطبيع الوضع في سنجار وعودة الإدارة إلیها، بما فیها القائممقام ومدراء النواحي. عدم عودتهم تشكل تحدیا كبيرا بالنسبة للحكومة المحلیة. وهناك بند آخر مهم في الإتفاقیة تتعلق بإعادة الثقة للايزيديين من خلال تشكيل لواء كامل من الشرطة منهم. وأن تبقی الجیش والحشد الشعبي خارج المدینة. لكن الحكومة المركزية لم تكن موحدة الرؤيا في سنجار، وحكومة إقلیم كوردستان لم ترضی إلا بالحلول الكاملة (١٠٠%).  … لذالك ما نفذت هذه البنود الرئيسية. إضافة الی ذلك أصبح سنجار مكان لصراع سياسي دولي. وأقترح المحافظ حلول أخری، كتشكیل خلية أزمة لإدارة القضاء، بعضویة أيزيديین من المهجر ومن سنجار وممثلي عشائر المنطقة، لكن لم یوافق أصحاب القرار في إقلیم كوردستان علی ذلك. ثم صدر قرار من رئيس الوزراء العراقي السابق بأن محافظ نينوى يتولى مهام القائممقام في سنجار لحين انتخاب ادارة الجديدة، او أن تأتي إدارة جديدة. هذا الاقتراح أیظا جوبە بالرفض. لذلك الآن لیس هناك قائمقام أو مدير للناحية للتعامل معە.  ومع ذلك فتحت المحافظة الأبواب للمنظمات الدولية التي تعمل في سنجار وهناك الآن مشاريع في سنجار بتمویل من الأموال المجمدة.

أكدا المحافظ بأن لايمكن لاي بلدة أو قرية أن أتعود لسابقها، إذا ما أهلها یعودون الیها. عندما تعید بناء قریة وتستثمر في البنیة التحتیة بما فیها تبلیط الشوارع وتأسیس الكهرباء وبناء المستوصف. لكن الآن لایوجد المجتمع الذی یمكنە الحفاظ علی المدینة، لذلك لن تستمر العملیة. الآن لیست هناك مشاكل في سنوني وبعشیقة والحمدانیة بسبب وجود المجتمعات فیها، لكن سنجار الوحید الذی یبقی فیه مشاكل. المشكلة تحتاج الی قرار حازم وقوي من الحكومة المركزية.

Comments are closed.