إنقر هنا لتنزيل التقرير باللغة الإنجليزية
هذا التقرير هو عن رٶی المجتمع المسيحي حول المصالحة والصراع في العراق. نظرا لكونها اقلية دينية في دولة محفوفة بالصراعات وعدم الاستقرار ، عانت هذه الإقلية الدينية مثلما عانت الاقليات الأخری من القمع والنزوح والمعاناة. هذه الأمور بالإضافة الی ضعف سيادة القانون أثرت سلبا علی العلاقات المجتمعية لهذه الطائفة وأدت إلی هجرة الكثير منهم إلی خارج العراق. علاوة علی ذلك، فإن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) علی مساحات شاسعة في سهل نينوی الذي يعيش فيه أعداد کبيرة من المسيحيين، کانت بمثابة ضربة أخری إلحقت بهذا المجتمع.
إن نتائج هذه الدراسة تشير إلی أن المجتمع المسيحي کان علی صراع مع المجتمع الشبکي في منطقة سهل نينوی قبل ظهور تنظيم داعش في عام ٢٠١٤، إذ إدعی المشاركون في هذه الدراسة بأن الشبك تجاوزوا علی أراضيهم في محاولة لتضعيف السنة في الموصل وتلبية لأجندات خارجية وکذلك لتغيير ديموغرافية المنطقة. ويظهر هذا التقرير أيضا أن المجتمع المسيحي لديها خلافات مع السنة العرب، وحکومة اقليم كوردستان وکذلك الحكومة الإتحادية. فبغية التصدي للهيمنة الشيعية المتصاعدة في سهل نينوی، إلقی البعض من المسيحيين جزءا من اللوم علی عاتق السنة العرب لتسببهم في زيادة مستوی العنف في المنطقة. وإشتکی الكثير من المحاورين من سياسات حکومة اقليم كوردستان في سهل نينوی، فمنهم من قالوا أن مساعي حکومة كوردستان في فرض نفوذها ضد الحكومة الإتحادية في سهل نينوی تسببت في خلق خلافات وتجزٶات داخل المجتمع المسيحي وأن الحكومة الإتحادية بدورها باتت مفقودة الثقة لإنها لم تستطع أن تحميهم من هجمات تنظيم داعش.
في نظر المسحيين المشارکين في هذه الدراسة، لاتبشر الوضع الأمني في مناطقهم بخير، فالمجتمع الشبکي قد تشکل مخاوف أمنية نظرا لأنها منخرطة بالمجاميع المسلحة المتواجدة في سهل نينوی في حين أن المجتمع المسيحي إيضا لديه مجاميع مسلحة في هذه المنطقة. بالإضافة إلی ذلك، فإن بغداد وأربيل لم تدخلا حتی الآن في حوار عن مستقبل الملف الأمني في هذه المنطقة. لذا، يری المسيحيون بأن هناك إحتمال إندلاع أعمال العنف التي من شأنها أن تكبد باضرار بليغة علی المحاولات الرامية للمصالحة.
باختصار، کانت الديناميات في سهل نينوی قبل الأحداث التي حصلت في شهر حزيران ٢٠١٤ غير مستقرة ، بحيث أن العلاقات فيما بين المجتمعات وداخلها كانت متوترة وأن المشهد السياسي كان مثيرا للفرقة وأن المنطقة کانت تعاني من سوء الخدمات. عادة مايلقی المجتمع المسيحي اللوم علی الحكومة الإتحادية وحکومة اقليم كوردستان علی المناخ العام في الفترة التي سبقت الأزمة حيث كانتا تتنافسان علی بسط السلطة في هذه المنطقة. وكانت تداعيات هذه المنافسة غير الصحية متعددة. فالاستقطاب، الإهمال، التخلف البنيوي، ونمو العلاقات المتوترة ليست سوى بعض منها. وقد أدى غزو تنظيم داعش إلى توتر العلاقات أكثر فأكثر، والعودة إلى هذا الوضع تعني ادامة الصراعات والمزيد من عدم الاستقرار. والخطر الأكبر هو أن أعداد متزايدة من المسيحيين سيغادرون المنطقة إذا ظل الوضع دون تغيير.
إنقر هنا لتنزيل التقرير باللغة الإنجليزية