Back

مستقبل القوات المسلحة في اقليم كوردستان ديمقراطي

‘‘ إن مأسسة قوات البيشمرگة هو ذلك الأمر الضروري الذي من دونه ستكون الحرب ضد داعش, وترسيخ الديمقراطية, وعملية بناء الوطن أمرا صعبا‘‘. هذا كان التوافق الجماعي الذي تولد خلال مؤتمر رفيع المستوى نظم من قبل مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث و مركز كارنيغي للشرق الأوسط. حيث ضم المؤتمر كبار المسؤولين من وزارة البيشمركة, والقيادة العليا للقوات الأمريكية في العراق, و أكاديميين ومختصين في هذا المجال. و يمثل عنوان المؤتمر ‘‘مستقبل القوات المسلحة في اقليم كوردستان الديمقراطي‘‘ نقطة الإنطلاق لمشروع مؤسسة ميري البحثي حول مأسسة قوات البيشمركة..

أكدت مداولات المؤتمر على أنه في حين أن شجاعة و بسالة قوات البيشمرگة في مواجهة و درء خطر داعش أمر معترف به محليا و دوليا, الا أنه هنالك أمور كثيرة يجب القيام بها من أجل زيادة فعالية وزارة البيشمرگة بحيث تعمل كقوة موحدة و متماسكة. من الأمور التي تم تسليط الضوء عليها هو الإنقسام في قوات البيشمرگة, حيث أن هذه القوات منقسمة على أساس حزبي بين كيانين منفصلين, و هما الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الإتحاد الوطني الكوردستاني. أشار الأمين العام لوزارة البيشمرگة, الفريق جبار ياور, الى أن بالرغم من أن الوزارة كانت قد تأسست في عام ١٩٩٢, إلا أن الخطوات الاولى لعملية توحيدها لم تتخذ إلا بعد عام ٢٠١٠. كما و أضاف ياور أنه بالرغم من أن عملية توحيد قوات البيشمرگة كانت بطيئة, إلا إنها كانت مدعومة بإرادة سياسية حقيقية لدفع العملية الى الأمام.

IMG_5010 (2) (1024x683)

إن تعميق عمليتي توحيد و تمهين البيشمركة يتطلب جهودا متععدة الجوانب ويقتضي العمل عليه في عدد من الأتجاهات المختلفة. وأكد رئيس المؤسسة, الدكتور دلاور علاءالدين, على إثنتين من التحديات التي تكمن في لب عملية مأسسة البيشمرگة: الاولى, هنالك فراغ و عجز واضحين في القيادة والسيطرة (سي ٢ ), و الثانية, وجود مشاكل في الإدارة والتطوير والقيادة المهنية. وأضاف أن هذا يمكن معالجته من خلال البدء بالعمل بنظام إدارة الأداء و تقارير تقييمية سرية من أجل ضمان التوصل الى أفضل النتائج. وأكد رئيس المؤسسةأنه بما أن شبح الحرب الداخلية قد اختفى عن اقليم كوردستان, فإن ما نحن بحاجة اليه الآن هو (التقدم حسب التصميم) من أجل إسراع وتيرة عملية المأسسة.

عدم السماح للمتطلبات الآنية أن تكون سببا في تأخير المهام الرئيسية لعملية المأسسة, تعتبر من الأمور الجوهرية في هذه العملية. بالرغم من أن الأزمة الاقتصاديةفي اقليم كوردستان, و تخلخل العلاقات بين بغداد و أربيل, والتهديد الذي يشكله تنظيم داعش, تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبا على البيشمركة, إلا أن المؤسسة تعتقد بأنه يجب أن لا تشكل هذه الامور مبررا لتجنب ضرورة المضي قدما في عملية مأسسة قوات البيشمرگة. ومن اللازم أن تستفيد حكومة اقليم كوردستان من مواردها و تجاربها, لأن نسخ الحلول من تجارب الدول الأخرى أمر لا يمكن القيام به بسهولة, هذا ما أكده الدكتور يزيد الصايغ, باحث أقدم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط.

IMG_5278 (2) (1024x675)

و يستلزم هذا المشروع جهودا حثيثة على المدى الطويل للقيام بدراسة بحثية و سياساتية بحتة تركز على الإرتقاء بالمستوى المهني لوزارة البيشمرگة من خلال التوعية و المباحثات المستمرة و الفعالة. من الجدير بالذكر أن المشروع الذي بدأته مؤسسة ميري يأخذ بنظر الإعتبار عملية المأسسة والتي تتضمن عوامل رئيسيةعدة منها الفنية, و التنفيذية, والأستراتيجية, والتخطيطية, و المالية, بالإضافة الى الأداء الوظيفي. ومن الضروري أيضا الإشارة الى أن الوزارة قد رحبت بمبادرة مؤسسة ميري وتعاونها لإنجاح هذا المشروع

Comments are closed.