Back

عمليات تحرير نينوی: اخر التطورات وافاق المستقبل


تحميل ال pdf

“الموصل هي عاصمة الخلافة المزعومة، والحقيقة أنه يجب أن تُقضی علی هذه الخلافة بالكامل لأنهم سيعودون بعد ذلك إن لم نقم بذلك” ، هذا ما صرح بە قائد عمليات ‘قادمون يانينوی’ الفريق الركن عبد الأمير يارالله ضمن حلقة نقاشية نظمتها مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري) في يوم الخميس المصادف ٢٦ كانون الثاني ٢٠١٧ والتي حضرها ممثلين عن مراكز البحث الرائدة في العراق وكبار القادة العسكريين المشاركين في حملة تحرير نينوی.

وتحدث في الحلقة النقاشية كل من:

  • الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله (قائد عمليات قادمون يانينوى)
  • الفريق الركن جبار ياور (الامين العام لوزارة شؤون البشمركة)
  • الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي (نائب قائد قوات مكافحة الارهاب)
  • الفريق الركن رياض جلال توفيق (قائد القوات العسكرية البرية)
  • اللواء عادل عباس شمل (رئيس هيئة التخطيط في قيادة العمليات العسكرية)
  • البروفيسور دلاور علاء الدين، رئيس مٶسسة الشرق الأوسط للبحوث

وقد أشتملت الحلقة النقاشية علی شقين، تمحور الأول على جمع المؤسسات والمراکز البحثية علی مستوی العراق بهدف زيادة التعاون  في مجالات البحوث المشترکة فيما بينهم جنبا إلی جنب مع تقوية التواصل بين المٶسسات والمراکز المشارکة في الحلقة النقاشية ومع قادة الجيش، حيث أكد المشاركون علی الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات البحثية والفكرية المتواجدة في العراق من خلال بحوثها ودراساتها وتحليلاتها للقضايا القائمة في العراق والشرق الأوسط بصورة تسهم في التأثير على عملية صنع القرار والسياسات مٶكدين في الوقت نفسه إلی أهمية التعاون و  تبادل المعلومات وبناء العلاقات التي من شأنها أن تنتج مشاريع مستقبلية تهدف إلی رفد صناع القرار.

أما الشق الثاني من هذه الحلقة الحوارية فقد تمركز علی عملية تحرير الموصل حيث ألقی  كبار القادة العسكريين المشاركين في عملية تحرير محافظة نينوى الضوء علی سير العملية ورٶياهم لتحرير الجانب الأخر من المدينة وکذلك مستوی التنسيق فيما بين القوات المشارکة المتمثلة بالجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات البشمركة. هذا وأتاحت هذه الجلسة الفرصة للباحثين للإطلاع علی مستجدات عملية تحرير الموصل ومناقشة العملية والمرحلة التي تلي التحرير مع القادة العسكريين بالإضافة إلی ملف النازحين وفرص رجوعهم وكيفية إستتباب الأمن والإستقرار في نينوی في جو أكاديمي مستقل.

 

وفي معرض حديثه عن أخر المستجدات الخاصة بالعملية العسكرية الجارية في نينوى والمعروفة بعملية “قادمون يانينوى” ذکر يارالله بأن العملية استمرت لحد الآن مئة يوم منذ بدايتها في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٦، وأن  القوات الأمنية سيطرت على “أكثر من ثلثي المدينة”. وتعود حصيلة هذا الانجاز إلى جهود وإسهامات كافة القوات الأمنية العراقية بكافة مسمياتها من قوات الجيش وجهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي والبيشمرگة والشرطة المحلية.

كما وتم الإشارة إلی أن عملية  التخطيط  إشتملت علی شروع قوات البشمركة أولاً بتطهير القرى والمناطق المحيطة بسهل نينوى من تنظيم داعش وبعد إكمال مهمتهم دخلت  القوات المتخصصة وحاربت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) باتجاه الساحل الأيسر من المدينة. وفي ٢٩ كانون الأول ٢٠١٦ دخلت القوات الأمنية إلی الساحل الأيسر وكافة المناطق المحيطة بها ومن ثم قامت قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع والفرقة المدرعة التاسعة خلال اسبوعين من إكمال عملها بالجهة الجنوبية للساحل الايسر في حين غطت قوات مكافحة الارهاب الجناح الشرقي للساحل الايسر وبعد ثلاثة اسابيع وتحديداً في ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٧ أنجز الجيش المهمة وحرر الساحل الايسر بالكامل، ابتداءاً من نهر دجلة الذي يفصله عن الساحل الأيمن. في النهاية أكد الفريق الركن عبد الأمير على أن القوات الأمنية “جاهزة لاقتحام الساحل الأيمن ولكن لدينا اجراءات باعادة ترتيب موضعنا في الساحل الأيسر وامور الاستطلاع والتخطيط للعملية المقبلة التي ستبدأ قريبا إن شاء الله”.

من جهته أشاد الفريق الركن جبار ياور بدور كافة القوات التي شاركت  في عملية تحرير نينوی حيث أشار إلی أنه كل قوة من هذه القوات كانت لها دوراً محدداً، حسب تعبيره. وكذلك أوضح الأمين العام لوزارة البيشمرگة تمرکز قوات البشمركة منذ بداية هجمات تنظيم داعش على العراق بصورة عامة واقليم كوردستان بصورة خاصة منذ ١٠ حزيران ٢٠١٤ ولحد الان، حيث أفاد أنه ومنذ بداية الهجمات قررت قيادة قوات البشمركة أن يكون هناك خط دفاعي لمواجهة داعش في البداية وبدأ هذه الخط الدفاعي من مناطق خانقين ومروراً بمناطق سنجار. وتم تحديد ثمان محاور للقتال شهدت هجمات عنيفة جداً من قبل قوات داعش التي تمكنت في البداية من السيطرة على مجموعة من المناطق في جميع هذه المحاور بدءاً من سنجار ومروراً بمناطق اربيل الى كركوك ومناطق ديالى ووصولاً إلی جلولاء والسعدية وغيرها. ولكن بجهود قوات البشمركة تم تحرير اكثر المناطق التي وقعت بيد داعش. وأشار الی أن وزارة البيشمرگة عقدت عدة إجتماعات مع وزارة الدفاع العراقية والقوات الأخری حتی تم التوصل الى خطة كاملة لتحرير نينوی حددت فيها دور ومهام كافة القوات.

وتطرق المشاركون إلی التحديات التي واجهتها هذه القوات الأمنية في عملية “قادمون يانينوى” ، حيث قال  الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن “هذه المعركة هي أول معركة تُدار بوجود عدد هائل من السكان المدنيين وواضح لديكم أن داعش استخدمو المدنيين كدروع بشرية”. فلذلك تحدد استخدام الاسلحة داخل المدينة طيلة فترة دخول قطاعات جهاز مكافحة الارهاب الى الاحياء مستطرقا إلی القوات “لم تستخدم المدفعية او الدبابات الا بشكل محدود جداً وأن  طائرات قوات التحالف  لم تضرب الا الأهداف المحددة التي لاتؤثر على المدنيين ولله الحمد نجحنا في هذا الواجب ولم تكن خسائر في المدنيين الا ماندر”. فضلاً عن ذلك، استطاع جهاز مكافحة الارهاب تحرير أكثر من ٥٠٠ الف مواطن مدني يسكنون في المدينة وتمكنوا من “كسب هؤلاء المدنيين نتيجة التعامل الانساني مع كل المدنيين المتواجدين ولم نفكر بالجانب الطائفي او القومي او العرقي”، حسب قوله.

وفيما يتعلق برؤية القادة العسكريين لمستقبل الجيش العراقي وكيفية إعادة تشكيلها وتنظيمها خصوصاً بعد صدور قانون الحشد الشعبي وإعتبارها كمؤسسة تابعة الى المنظومة الدفاعية، قال الفريق الركن يارالله أن “الجيش يأتي بالمرتبة الأولی  في اي دولة من الدول مهما اختلفت مسميات القوات الاخرى. ويبقى الجيش مثلما يُقال هو سور الوطن وكافة القوات الامنية الاخرى هي داعمة لهذا الجيش”. وأضاف قائلاً: ” نحن بأمس الحاجة الى العون والنصرة لغرض القضاء على داعش، فأي من العراقيين بمختلف المسميات  يساعدني ويعينني على انجاز مهمتي فاقول اهلا وسهلا بهم”. وأكد الفريق الركن يارالله على دور الجيش في إعادة الثقة بين القوات الأمنية وبين أهل الموصل وأن لايتخوف الموصلي من الجيش أو يصفه بمواصفات لاتمت بصلة لوطنية أو لعراقة هذا الجيش.

و ثمن الحضور دور مؤسسة ميري لاتاحتها الفرصة لهكذا لقاءات وحلقات نقاشية والتي من شأنها أن تقرب من وجهات النظر بين الأطراف المختلفة المعنية بعملية تحرير الموصل وتساهم ايضاً في رسم مستقبل المرحلة التي تلي عملية التحرير. ومن ضمن المقترحات التي قُدمت للباحثين في مؤسسة ميري والمؤسسات الاخرى هو أهمية القيام بدراسات تهدف إلی إيجاد السبل الكفيلة لمكافحة الإرهاب. وفي الختام أکد رئيس مٶسسة الشرق الأوسط للبحوث على أهمية بناء جسور الثقة بين قوات البشمركة والجيش والحشد الشعبي ليس في الموصل فقط وانما في باقي المناطق أيضا.

 

تحميل ال pdf

Comments are closed.