في يوم الأربعاء الموافق 26 يونيو 2019، عقد مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (MERI) اجتماع مائدة مستديرة لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بالصفقة النووية الإيرانية، والتوترات الإيرانية الأمريكية الأخيرة، وتأثيراتها على العراق وإقليم كردستان. خلال هذا النقاش الصريح والمحفز، حاول المشاركون فك رموز الديناميات الأمنية والاقتصادية والسياسية المعقدة.
من الواضح أن الإدارة الأمريكية الحالية حددت العديد من القضايا الأساسية المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والمعروفة باسم “الصفقة النووية الإيرانية”. على وجه الخصوص، لا يرتبط الاتفاق بقضايا الأمن غير النووي، بما في ذلك انتشار نفوذ إيران عبر الشرق الأوسط. أصبح دعم إيران للجهات غير الحكومیة المسلحة – في العراق وسوريا ولبنان واليمن – مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ويعتقد أن العديد من هذه الجهات غير الحكومیة حصلت على إمكانية الوصول إلى التقنيات العسكرية المتطورة بشكل متزايد، بما في ذلك الصواريخ الباليستية متوسطة المدى. ومن الأمثلة على ذلك استخدام الحوثيين اليمنيين لهذه الصواريخ ضد أهداف في المملكة العربية السعودية. حزب الله المدعوم من إيران في لبنان والحشد الشعبي يعملان عبر الحدود الوطنية وقادران على تهديد (أو مهاجمة) الوجود العسكري الأمريكي الإقليمي أو حلفائه، مثل دولة إسرائيل ودول الخليج العربية.
من مناقشة المجموعة، أصبح من الواضح أيضًا أن الإدارة الأمريكية لا تسعى لإثارة إيران في حرب بل للتفاوض على صفقة بديلة لجعل إيران تحت الامتثال الأمني الشامل وتحقيق “نظام” إقليمي جديد. ستنظر الإدارة الأمريكية إلى هذه النتيجة المثالية لتجنب احتمال التصعيد إلى صراع عنيف. تلعب الولايات المتحدة لعبة طويلة للسماح لضغوط اقتصادية لإقناع إيران بالتفاوض مرة أخرى. حتى الآن، رفضت إيران أي عرض لإعادة التفاوض على الصفقة النووية ولم تقيد عملائها في المنطقة.
من منظور العراق. تجد حكومتا بغداد وإربيل نفسيهما في مواقف صعبة وسط هذه التوترات بين هذه القوى العالمية والإقليمية. تتفهم الولايات المتحدة تمامًا أن إيران تشترك في حدود طويلة مع العراق وإقليم كردستان وأن هناك درجة من الاعتماد الاقتصادي المتبادل، لا سيما على المنتجات الغذائية والزراعية. لا تخضع معظم الصادرات الإيرانية إلى العراق وإقليم كردستان للعقوبات، ولا تزال التجارة مستمرة. تريد الولايات المتحدة أن يكون للعراق وإقليم كردستان علاقات ودية مع إيران. ومع ذلك، لديهم أيضًا مخاوف خطيرة بشأن التجارة غير القانونية (التهرب من العقوبات) بين البلدين، لا سيما في مجال الطاقة. تشعر الولايات المتحدة بالقلق أيضًا إزاء العلاقة المنفتحة والودية بين مختلف الأحزاب السياسية في العراق والحرس الثوري الإيراني والتي تمت إضافتها إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية من قبل الحكومة الأمريكية في أبريل 2019.
يُنظر أيضًا إلى قرار الولايات المتحدة بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من العراق وإقليم كردستان كمسألة ذات اهتمام محلي. لا شك في أن هذا القرار لم يتخذ بسهولة من قبل الولايات المتحدة بشراكتها القوية مع العراق وإقليم كردستان في العديد من المجالات، بما في ذلك الحرب ضد داعش. تعتبر علاقة الولايات المتحدة بإقليم كردستان فريدة من نوعها في العالم لأن الولايات المتحدة لم تكن لها تاريخياً مثل هذه العلاقات مع أي “منطقة” أو كيان داخلي تابع للدولة فيدرالية. أكد المشاركون على ضرورة البناء على علاقة مجزية متبادلة على المدى الطويل، مع مراعاة حساسية ديناميكيات الأمن العالمية والإقليمية.
قائمة المشاركين:
- آمانج رحيم، سكرتير مجلس الوزراء، حكومة إقليم كردستان
- أنور عنيد، أستاذ، جامعة كردستان – هولير
- آري مامشاي، مستشار نائب رئيس البرلمان
- دارا خيلاني، مستشار، نائب رئيس الوزراء.
- داود أتروشي، مدیر عام في وزارة التعليم العالي
- ديار خفاف، من مجلس الوزراء
- فريدون رحماني، جامعة يورك – كندا
- هيمن نجم الدين، مكتب التنسيق والتقييم، حكومة إقليم كردستان
- هوشيار سويلي، مسؤل العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكردستاني
- جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة
- كاروان غزني، عضو برلمان كوردستان، الاتحاد الوطني الكردستاني
- خضر دوملي، جامعة دهوك
- ميرل جاكوبس، جامعة يورك – تورنتو، كندا
- نهرو زاگروس، نائب رئيس جامعة سوران
- ریواز فايق، عضوة برلمان كوردستان
- سيلفيا ايريز، رئيسة القسم السياسي / الاقتصادي، القنصلیة الأمريكية العامة – أربيل
- شوخان قادر، جامعة سوران
- ستيفن فاجن، القنصل الأمريكي العام، أربيل
- تانيا گلي خيلاني، مؤسسة SEED
- يادگار فايق سعيد، قناة كردستان 24 الإخبارية
- من مؤسسة ميري:
- دلاور علاء الدين، الرئيس
- فؤاد سمایل، مدير الموارد البشرية
- كامران بالاني، زميل أبحاث
- آمیز سمایل، باحثة متدربة