قال موريتسيو غريغانتي، السفير الإيطالي لدى العراق، في حوار سیاساتي في مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث في 17 شباط/فبراير 2022، “لطالما دعمت إيطاليا العراق في أصعب لحظات تاريخ هذا البلد”.
حضر هذه المائدة المستديرة عدد من صانعي السياسات والسياسيين والمشرعين والخبراء الأكاديميين وكذلك القنصل العام الإيطالي في أربيل.
وفي كلمته الافتتاحية، التي بثتها القنوات التلفزيونية المباشرة، أوجز السفیر غريغانتي سياسات وارتباطات إيطاليا في العراق وإقليم كردستان، مؤكدا أن “استقرار العراق وازدهاره تصب في مصلحة إيطاليا… العراق بلد رئيسي في الشرق الأوسط… إذا كان العراق مستقرا، فإن المنطقة بأكملها ستكون مستقرة.”
قدمت إيطاليا الدعم والمساعدة العسكرية خلال حرب داعش، حيث نشرت قواتها في إقليم كردستان العراق وبغداد. وشدد السفیر غريغانتي على أن التحالف الدولي ضد داعش لا يزال قائما وسيستمر، لأن داعش لا يزال يشكل تهديدا للمنطقة. يذكر ان ايطاليا عضو رئيسى فى البعثة العسكرية للناتو فى العراق، واعتبارا من مايو من هذا العام ستتولى قيادة المهمة في العراق. واضاف ان ايطاليا “دربت على مر السنين 70 ألف من قوات الامن العراقية و63 ألف من البشمركة”.
وحول العلاقات التجارية، اضاف السفیر غريغانتي ان العراق شريك استراتيجى لايطاليا كثالث أكبر مصدر للبترول. وهناك عدد من شركات النفط والغاز الايطالية العاملة في العراق. وقبل ظهور جائحة كوفید-19، كانت التجارة الثنائية خمس مليارات يورو وزادت هذە التجارة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 بنسبة 36 في المائة إضافیة، ليصل الإجمالي إلى ثمانیة مليارات يورو. وقال الفیر غريغانتي انه الى جانب قطاع البترول والغاز، شاركت ايطاليا فى عدة قطاعات اخرى مثل الاستكشافات الاثرية، ومشاریع اعادة الاعمار واعادة التأهيل.
وذكر السفیر غريغانتي أن إيطاليا مولت منذ عام 2005 أكثر من 300 مليون يورو في برامج تحقيق الاستقرار والتنمية في العراق. لدى إيطاليا مشاريع للنازحين داخليا في المناطق التي تضررت سابقا خلال حرب التحرير أو التي احتلها داعش. وقد أعطي سد الموصل مثالا جيدا على الاستجابة الإيطالية لنداء عراقي لإنقاذ البنية التحتية الحيوية التي عانت من أضرار كبيرة قبل وأثناء حرب داعش. لدى الحكومة الإيطالية خطط إضافية لمساعدة العراق في قطاع إدارة المياه، ودعت الشركات الإيطالية للاستثمار في هذا المجال. وفي قطاع الصحة، مولت إيطاليا مشاريع في جميع أنحاء العراق وإقلیم كوردستان العراق لمساعدة تحسين خدمات التمريض والخدمات السريرية وحماية ضحايا العنف الجنساني.
كما أن الثقافة والتراث من بين أولويات البعثة الدبلوماسية الإيطالية في العراق. ويعتقد السفیر غريغانتي أن “أعظم مورد لهذا البلد هو تراثه الأثري والثقافي”. وهناك حاجة إلى إدارة هذه المواقع الأثرية والحفاظ عليها. ويعتقد أن السياحة في العراق ستكون رصيدا كبيرا لاقتصاد البلاد. وأضاف أن هناك إحدى عشرة مهمة أثرية قام بها علماء آثار إيطاليون في العراق، بما في ذلك ثلاث بعثات في إقليم كوردستان العراق.
وفيما يتعلق بالتعاون الأكاديمي بين إيطاليا والعراق، هناك 38 مذكرة تفاهم بين الجامعات الإيطالية وجامعات كوردستان العراق. وأضاف أنه يمكن تحسين هذا التبادل الأكاديمي والتعاون وتوسيع نطاقه.
وأكد السفیر غريغانتي أن إيطاليا تحترم سيادة العراق ووصف الاستقرار بأنه “أهم عملة” للعراق لتطويرها. ويشجع الشركات الأجنبية على القدوم إلى العراق والاستثمار بشكل أكبر. وأشار إلى أن الإصلاحات والتنويع الاقتصادي ضروريان للبلد لكي يزدهر ويعمل بشكل أفضل.
تشكل المسائل الجنسانية وحماية حقوق الإنسان والأقليات جزءا هاما من برامج البعثة الإيطالية في العراق. ستدعم إيطاليا دعوة وقضیة الضحايا والناجين من صراع داعش.
الحوار الصریح
وأعقب عرض السفير مناقشة حیة أجريت بموجب قواعد تشاتام هاوس. وخلال هذا الجزء، سلط مختلف المشاركين الضوء على عدد من القضايا، وموجز المناقشات مدون هنا دون الإسناد للمتحدثین.
– إن تفعیل النظام الاتحادي يشكل تحديا كبيرا في كل بلدان العالم، وتعتبر النظام السياسي العراقي تجربة جارية. لذلك، ليس من المستغرب أن یظل تشكيل حكومة جديدة في بغداد عملية معقدة وصعبة.
– بعد ما حدث في أفغانستان، كان العراقيون قلقين للغاية بشأن الانسحاب السريع لحلف شمال الأطلسي. بيد انه يبدو ان العراق مازال يمثل اولوية للناتو، ومن المحتمل ان تلتزم الدول الاعضاء فيه بالبقاء فى العراق والمساعدة فى عملية اصلاحات قطاع الامن.
– اعتقد المشاركون أن إيطاليا، بصفتها عضوا قياديا في حلف شمال الأطلسي والتحالف المناهض لداعش والاتحاد الأوروبي، يمكنها أن تلعب دورا مهما في مساعدة حكومة إقليم كوردستان على إصلاح نظام الحكم وتوحيد قوات البشمركة. وسيكون ذلك في المصلحة المشتركة لجميع الأطراف المعنية.
– اعتبر القرار الأخير الصادر عن المحكمة الاتحادية في العراق بشأن إلغاء استقلال قطاع النفط الكوردستاني مقلقا للغاية. وينبغي التعامل مع هذا بحذر بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان لتجنب المزيد من الصراعات.
– نوقش نداء الناجين من حرب داعش، ولا سيما الطائفة الإيزيدية، لإنشاء محكمة دولية لداعش لتقديم الجناة إلى العدالة. وتم التأكيد على أن العدالة الانتقالية عنصر هام لتحقيق الاستقرار والسلام في البلد.
– تم النقاش حول مسؤولیة المجتمع الدولي لإيجاد حلول حول كيفية التعامل مع مقاتلي داعش الأجانب وأسرهم العالقين داخل المخيمات في جميع أنحاء سوريا. وينبغي حل هذه المشكلة وإلا يمكن تكرار أزمة سجن الحسكة في كانون الثاني/يناير 2022.
– وفيما يتعلق بالمصالحة في العراق، اتفق الحاضرون على أنه لا يمكن تحقيق السلام والمصالحة بدون مشاركة النساء والشباب، أو سد الثغرات بين مختلف المجتمعات.
المشاركون في هذە الجلسة الحواریة:
- علي كوردستاني، محلل سیاسي
- بهار علي، حقوق المرأة
- دارا خيلاني، مستشار نائب رئيس الوزراء
- دلاور علاء الدين، رئيس مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث
- فؤاد سمایل، مدير الموارد البشرية في میري
- غاري كينت، جامعة كوردستان هولیر
- جوليا مازارا، مستشارة سياسية في السفارة الإيطالية في بغداد
- موريتسيو غريغانتي، سفير إيطاليا لدى العراق
- میكیل كاميروتا، القنصل العام الإيطالي في أربيل
- محمد إحسان، وزير سابق ورئيس جامعة
- محمود نشآت، مستشار البرلمان کوردستان
- نهرو زاغروس، أكادیمي
- عثمان ليلاني، أكاديمي
- سعدي بيرة، الاتحاد الوطني الكردستاني
- كامران بالاني، زميل باحث، في مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث
- كاروان غزنیي، عضو البرلمان في إقليم كوردستان
- تانیا گلي خیلاني، عضو سابق في مجلس النواب العراقي
- هوشیار سیویلي، الحزب الدیمقراطي الكوردستاني
- سوزان عارف، منظمة تمكین المرأة
- سروش خوشناو، باحث في مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث